الامتنان كان سيد موقف المواطن الذي اطلع على الإنجاز الأمني النوعي الذي أحرزته الأجهزة الأمنية بتفكيكها خلايا الإرهاب والتخريب في المملكة، والتي أرادت تحويل واستهداف حال استقرارنا دون وازع أو رادع لحرمة شهر أو مقدس، فئة أرادت تحويل أيام المسلمين ومقدساتهم وأعيادهم إلى مآتم، فمن أيام الجمع إلى ليلة العيد، إمعاناً في تدنيس حرمة شهر رمضان وتعكير صفو أيام الفرح، وإيغالاً في الظلامية والسواد. إن المتابع لما حققته المؤسسة الأمنية بإلقائها وضبطها المتورطين في الانخراط وتنفيذ أجندة ومخطط "داعش" لا يمكن أن تخطئ عينه أو يغفل ذهنه عن حجم المنجز الذي تحقق في فترة وجيزة، وهذا إن دل فإنه يدل على احترافية عالية وتجربةٍ مهنية ثرية؛ استطاعت احتواء الموقف وجمع الخيوط في مدة قصيرة، سبقت بذلك تنفيذ تلك الجرائم الشيطانية. المواطنون الذين تابعوا وشاهدوا حجم المؤامرة، وكيف تمكن رجال الأمن من خلال عمل متواصل ودؤوب من حراسة أمن المواطن الذي انقضى شهره الكريم صائماً قائماً، ويجوب السوق يستعد لأيام العيد المقبلة دون أن يشعر بوضع غير طبيعي في مدينته، يدركون أن خلف ذلك العمل الأمني الكبير رجال يواصلون الليل بالنهار؛ ليواصل المواطن يومه كالمعتاد مطمئناً في صومه مستشعراً لروحانية الشهر الفضيل، انعكس ذلك شكراً جزيلاً وتقديراً عالياً لرجال الأمن رأيناه، وسمعناه في مجالس العيد العائلية، وشبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يعكس تأييداً كبيراً ومطلقاً فيما تتخذه الدولة من أجل كف يد الإرهاب ودفع أذاه. في مقابل هذا الإنجاز هناك جنودٌ قدموا أنفسهم للذود عن حياض الوطن وحدوده قضوا أيام رمضان والعيد مرابطين على حدودنا الجنوبية يدفعون أذى المعتدي الذي لا يريد خيراً لهذه البلاد وأهلها، مستجيبين لنداء الوطن وقادته ومقدمين أرواحهم فداء، كل ذلك تقدره الدولة والمواطنون الذين حرصوا ومعهم وسائل الإعلام أن يعايشوا هؤلاء الجنود خلال الشهر الفضيل والعيد فتداولوا قصصهم وصورهم على الجبهة وانغماسهم في واجبهم الوطني والديني في آن، واستعدادهم لتنفيذ واكمال مهامهم، ولعل تباشير النصر التي لاحت في الأفق بتحرير عدن والتي شارك فيها التحالف العربي بفعالية لدحر الانقلابين الحوثيين الذين تسيرّهم دول مارقة. يَحُول بين هدف عدو داخلي ومعتدٍ خارجي، رجال أشداء نذروا أنفسهم لأوطانهم مقدمين ملحمة ودرساً في حب الوطن والذود عنه والعناية به وبمثلهم نفخر وبعد الله نعتمد عليهم.