«ربي حقق لي ولهم في هذا الوقت، كل شيء يسعد الخاطر» .... هذه العبارة كانت آخر رسالة أرسلها شهيد الواجب جندي أول سعيد الجبيلي لأسرته قبل أن يتوفاه الله برفقة زملائه الثلاثة في مواجهة شرورة إثر هجوم المعتدين الآثمين صباح الجمعة الماضية وأديت الصلاة على الفقيد رحمه الله وووري الثرى بمحافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير يوم أمس الأول السبت. الجندي أول سعيد علي الجبيلي القحطاني يبلغ من العمر 26 عاماً التحق بالخدمة العسكرية منذ ما يقارب أربع سنوات، يعمل في الدوريات الأمنية بشرطة محافظة شرورة، متزوج حديثاً منذ 3 أشهر وهو العائل الوحيد لأسرته المكونة من ثلاثة ذكور ومثلهم من الإناث إلى جانب والدته (المريضة شفاها الله) وزوجة أبيه الذي توفي قبل عشر سنوات. أشقاء الشهيد ( محمد وحسين وعبدالرحمن ) تحدثوا ل»الجزيرة» عن فقيد الواجب بصوت واحد : «الحمد لله على قضائه وقَدَره؛ فأخونا نال شرف الشهادة لدفاعه عن دينه ثم وطنه، صائماً في نهار يوم الجمعة والحمد لله الذي كتب له هذه الخاتمة في رمضان، وهو يدافع عن حدود هذا الوطن الغالي، وكان حسن السيرة مع أسرته وجيرانه وزملائه وكل من عرفه، وباراً بوالدته ومطيعاً لها، ومن الشباب الصالحين المستقيمين المحافظين على صلاة الجماعة، ومن المبادرين إلى الإصلاح وعمل الخير. ويرجو أشقاؤه من ولاة الأمر والمسؤولين تحقيق أمنية شقيقهم بتأمين مسكن مناسب لهم وسداد بعض الديون التي تثقل كاهلهم. وذكر ابن عم الفقيد وليد سعد الجبيلي أن آخر تواصل كان بينهم في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة، ولما شاهدوا الأخبار المتناقلة عن حدوث اشتباكات في محافظة شرورة بادروا بالاتصال على هاتفه الجوال للاطمئنان عليه إلا أن الوصول إليه تعذّر، حتى تلقوا الاتصال من زملائه في العمل عند الساعة الثالثة عصراً في يوم الحادثة يخبرونهم باستشهاده أثناء أدائه عمله في المواجهة. من جانبه عبّر سعد سعيد الجبيلي «خال الفقيد» قائلاً: نحمد الله عزّ وجلّ على قضائه وقدره وأن ابننا نال شرف الشهادة في سبيل الله ونسأل الله أن يجعله من الشهداء، كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى حكومتنا الرشيدة على ما تبذله من جهود جبارة في مكافحة الإرهاب وملاحقة المجرمين المعتدين، سائلين المولى القدير أن يحفظ أمن بلادنا وقادتنا من كل سوء. الجدير ذكره أن أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بتعزية أسرته عبر زيارة إلى منزلهم في محافظة أحد رفيدة، مؤكداً سموه أن دماء شهداء الواجب لن تهدر، وأن الدولة قادرة على دحر الإرهاب وردع المعتدين مشيداً بما قدمه الرجال على حدود المملكة من عمل بطولي وتضحية للذود عن أمن الوطن والمواطن.