بعد بضعة أسابيع من «محرقة المثقفين» في مسرح قصر ثقافة بني سويف الذي التهمته نيران الإهمال الجسيم في سبتمبر الماضي، أصدرت وزارة الثقافة المصرية في مجلتها «الثقافة الجديدة» قائمة بأسماء الضحايا من النقاد والمبدعين الذين رحلوا عن دنيانا إثر الحادث الأليم. وقد اضطلع الشاعران محمد أبو المجد ومؤمن سمير بإعداد بيوجرافي النقاد الراحلين وقائمة الشهداء، مع نبذة تعريفية بكل منهم. تضمن بيوجرافي النقاد الراحلين: د.محسن مصيلحي الناقد والكاتب المسرحي، والأستاذ بقسم الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وصاحب كتب «حكاية أبو النجا المنصور وشركاه» و«من جيل إلى جيل» و«أضواء الجانب الآخر»، ود.صالح سعد الناقد والمخرج المسرحي وصاحب المؤلفات «ميتافيزيقا الحركة» و«تقاليد الكوميديا الشعبية» و«مقاطع من ديوان الغجري» و«أيام الغربة الأخيرة»، ود.مدحت أبو بكر الكاتب والناقد المسرحي وصاحب الكتب «دقات على أبواب الصمت» و«محاولات تهويد الإنسان المصري» و«ملامح التجريب المسرحي» و«الخطايا العشر في مسرح الهواة» و«الرومانسية والدراما النفسية» و«عطش البحر» و«ليلة العمر» و«لسان عصفور»، والنقاد: نزار سمك وبهائي الميرغني وأحمد عبد الحميد وحازم شحاتة، فضلاً عن المبدعين والفنانين والشعراء أحمد علي سليمان وأحمد محمد الفيومي وأحمد عزت عبد اللطيف ومازن محمد قرني وحسن أبو النصر وعلاء المصري وصلاح حامد ومحمد صلاح حامد ومحمد منصور وسيد رجب ومحمد رجب محمد ورائد محمد نجيب، وغيرهم. وقد بلغت قائمة الضحايا خمسين راحلاً من المسرحيين والفنانين والشعراء والنقاد والصحافيين من محافظات مصر المختلفة، وخصوصاً من محافظتي بني سويف والفيوم. ووصفت مجلة «الثقافة الجديدة» قائمة الراحلين بأنها «كتابٌ يخلّد شهداء المسرح في فاجعة بني سويف»، مع الإشارة إلى أن «الوقت لم يسمح للمجلة بالاحتفاء بهم جميعاً بالشكل الذي يرضي هيئة التحرير». ويشار إلى أن وزارة الثقافة المصرية (ممثلة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي) قد أصدرت من فترة قريبة كتاباً تذكارياً من تحرير الدكتور حسن عطية أهدته «إلى شهداء الفن والواجب: دراما الخامس من سبتمبر» أي إلى ضحايا محرقة المثقفين ذاتها التي وقعت في الخامس من سبتمبر الماضي، وقد قدّم للكتاب وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي اعتبر حريق بني سويف خسارة لا يعدلها شيء، بعد أن اغتالت النيران في غير الوقت الصحيح ولا المكان الصحيح مجموعةً من المبدعين المسرحيين والمتفرجين وهم عُزّل وفي غير ما استعداد لتلك المواجهة الضارية، واعتبر وزير الثقافة هؤلاء النخبة من أهم حراس ازدهار مسيرة المسرح المصري بجدهم الدائم نحو تقديم نماذج إبداعية جادة. وكان وزير الثقافة المصري فاروق حسني قد واجه في وقت سابق ضغوطاً كبيرة بسبب كارثة حريق مسرح بني سويف، وصدرت بيانات احتجاجية متعددة من فنانين وأدباء وكتاب مصريين تطالب بسرعة تقديم المسؤولين عن «محرقة المثقفين» إلى محاكمة علنية عادلة، كي لا تمر الكارثة مرور الكرام.