رمضان عام 1393 هجرية تاريخ أذكره جيدا.. لثلاثة أسباب أولها حرب رمضان المجيدة.. واختراق خط بارليف المنيع كما كانت تقول إسرائيل.. وثانيها على المستوى الشخصي حصولي على شهادة الكفاءة المتوسطة (الكفاية والساتة كما ينطقها البعض) وتسجيلي في ثانوية اليمامة بالمربع.. وهوالأهم.. فقد كان القبول فيها والتخرج منها آنذاك دونه خرط القتاد.. وكأنها جامعة هارفرد العتيدة.. وثالثها وهو محور سوانح اليوم زيارة صديق حميم للوالد رحمهما الله.. حيث كان مدعوا للإفطار عندنا في أحد أيام رمضان.. وأثناء الإفطار قال للوالد: كنت في جدة قبل يومين.. تصدق وجدت الناس يأكلون الفول عند الإفطار في رمضان.. وهذا كان قبل أربعة عقود أو تزيد.. ونظرة سريعة هذه الأيام لطوابير الناس عند الفوالين بعد صلاة العصر وقبل المغرب بقليل وموائد الإفطار لدينا في الرياض تغني عن كل حديث عن انتقال تلك العادة إلينا من الحجاز (أكل الفول في رمضان) وإذا رأت مقالتي النور.. وقرأتموها يكون مضى من رمضان نصفه.. وثمة ذكرى أترحم فيها على جدتي.. فعندما يمضي من رمضان يومان أو ثلاثة.. كانت تقول راح رمضان الله يخلفه.. وهو دليل إيمان راسخ وحب لرمضان.. أيامه ولياليه.. بعكس ذلك الرجل الذي قال عندما أخبروه بدخول شهر رمضان.. قال: (والله لأقطعنه بالأسفار) ماعلينا.. وفي السنوات الأخيرة كثرت دراسات موثقة عن رمضان وزيادة الوزن وكثرة استهلاكنا للمواد الغذائية في رمضان ونحو ذلك.. ومن الذاكرة (في المعيقلية) أن الأهل في إحدى المرات وكنت في الثامنة أو التاسعة من العمر.. وقبل المغرب بقليل أرسلوني لشراء بعض السنبوسة من المقيبرة.. اثنتا عشرة حبه (أربع حبات بطايح ربع) من بائع يماني اسمه ابو حسن.. لم أستطع مقاومة إغرائها.. وهي تقطر زيتا.. وذات رائحة شهية.. أثناء وضعها في كيس متواضع النظافة.. فأكلت واحدة في طريق العودة للمنزل.. وجلست (ببراءة) حول مائدة الإفطار مع الأهل وعيني على السنبوسة (كاد المُريبُ) قبل أن يُرفع آذان المغرب بصوت المؤذن ابن ماجد رحمه الله.. وأيام رمضان تتصرم مسرعة.. فأختم سوانح ب (واتس أب) وصلني قبل يومين.. يقول من أرسل الواتس أب عن رمضان: بالأمس كنت أقول: رمضان أهلاَ والآن أقول: رمضان مهلاَ ما أسرع خطاك تأتي على شوق وتمضي على عجل وإلى سوانح قادمة بإذن الله.. وكل عام وأنتم بخير. * مستشار سابق في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية