من عالم الأزياء والموضة انطلقت لتصبح نجمة ساطعة في سماء هوليوود.. «أوما ثورمان» النجمة الجميلة، المولودة عام 1970، بدأت حياتها السينمائية عام 1988 حين ظهرت في أربعة أفلام دفعة واحدة، كان أهمها فيلم (علاقات خطرة - Dangerous Liaisons) والذي شاركت فيه بدور فتاة صغيرة ساذجة تتعرض لاحتيال عاطفي على يد رجل عابث، غايته في النهاية اللعب وكسب رهان كان قد اتفق عليه مع امرأة أخرى لعوب، وقد شاركها البطولة النجم المهووس دوماً «جون مالكوفيتش» والنجمة المعروفة «ميشيل فايفر» بالإضافة إلى «غلين كلوز». بعد هذا الفيلم تم تأطير «أوما ثورمان» وحصرها في الأفلام ذات الأفكار الحساسة والجريئة، حيث ظهرت في أفلام قريبة من فلك فيلمها السابق «علاقات خطرة»، ومن ذلك الفيلم الذي قدمته عام 1990 بعنوان (هنري وجون-Henry & June) والذي يحكي اعترافات زوجة خائنة، وقد أدت فيه دور زوجة الكاتب المخادع «هنري».. ولم يكن دورها في هذا الفيلم إلا درجة تخطوها نحو الأمام، نحو القمة التي ستصل إليها بعد أربع سنوات من الآن، أي في العام 1994 حين تقدم دوراً كبيراً في فيلم عظيم اسمه (بلب فيكشين-Pulp Fiction).. لكن وحتى العام 1993 اكتفت بالظهور الخفيف في أفلام جيدة، كمشاركتها في فيلم (التحليل النهائي-Final Analysis) بدور فتاة مضطربة نفسياً يقوم بمعالجتها الدكتور الذي يؤدي دوره الممثل المعروف «ريتشارد غير»، أيضاً كانت هناك مشاركتها اللافتة مع النجم «روبيرت دي نيرو» في فيلم (مادّوق وَ غلوري-Mad Dog and Glory) الذي أدت فيه دور فتاة تبغي الفكاك من صديقها المجرم، لكنها تجد صعوبة، لذلك تلجأ إلى المحقق «دينيرو» الذي كان أجبن من أن يضطلع بمهمة كهذه.. لكن الحب أحياناً أعمى.. وفي بعض الأحيان يورد المهالك! إذن فالعام 1994 كان عام الانطلاقة الحقيقية لهذه النجمة، خاصة وأنها حازت في فيلم (بلب فيكشين-Pulp Fiction) بطولة نسائية مطلقة، مشاركة مع نجوم كبار من مثل (بروس ويليس - جون ترافولتا - هارفي كيتيل - كريستوفر ووكن - سامويل جاكسون - تيم روث)، وطاقم مذهل كهذا يقف خلفه مخرج عبقري هو «كوينتين تارنتينو».. الفيلم الذي يعتبر ثورة في السرد السينمائي كان التعاون الأول لها مع «تارنتينو» قامت فيه بأداء دور فتاة تائهة تجد نفسها وسط أكبر عصابات نيويورك وأكثرها إجراماً، وفي وسط هذا العالم المرعب، هي تحظى بحماية «جون ترافلوتا».. وقد نالت «أوما» عن أدائها الجميل ترشيحاً لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة.. بعد هذا الفيلم، وبعد الثناء الكبير الذي لقيته من الجمهور والنقاد على السواء، بدأت «أوما» مرحلة جديدة أصبحت فيها نجمة هوليودية معتبرة تمتلك شعبية كبيرة، ومن هنا وجدناها تظهر في الأعمال الكبيرة مع النجوم الكبار مزاحمة لهم ومنافسة، ففي العام 1997 ظهرت في دور عالمة السموم ضمن الجزء الرابع من السلسلة الشهيرة (الرجل الوطواط) والمعنون ب (باتمان وروبين- Batman & Robin) أمام النجم «جورج كلوني» وَ«آرنولد شوارنزجر».. أما قبل هذا العام فقد ظهرت في أربعة أفلام تتراوح بين الخفيف البسيط وبين النخبوي الجاد، وقد يكون الفيلم الرومانسي (حقيقة القطط والكلاب-The Truth About Cats & Dogs) أبرز أفلام تلك المرحلة.. وفيه تؤدي دور شابة جميلة تحل مكان صديقتها متواضعة الجمال لتقابل صديق صديقتها الذي لم يرها، إنما اكتفى بسماع صوتها عبر الهاتف.. والفيلم يحكي الإشكالية التي تقع بين الروح والشكل الخارجي للمرأة.. أيهما الأجمل؟ وأيهما يبغي الرجل ويتمنى؟ «أوما ثورمان»، ورغم أنها قدمت العديد من الأفلام الجميلة، إلا أن مشوارها وقيمتها لا يمكن أن تتم دون الحديث عن دور المخرج «كوينتن تارنتينو» وأثره عليها من خلال ثلاثة أفلام عظيمة تعتبر نوارة حياتها السينمائية، الأول المذكور آنفاً (بلب فيكشين-Pulp Fiction)، والفيلمان الآخران هما جزآ فيلم الحركة والإثارة (اقتل بيل-Kill Bill) واللذان ظهرا عامي 2003 وَ 2004 على التوالي، وفيهما تألقت «أوما» وقد ساعدها النَفَسُ المجنون الذي بثه «كوينتن تارنتينو» في ثنايا الفيلمين.. والقصة تحكي الانتقام وروح الثأر التي تجتاح الشابة «أوما» بعد تعرضها لمحاولة اغتيال خلال حفل زفافها ذهب ضحيتها جنينها الصغير الذي كان يرقد في بطنها، وبعد الحادثة تبدأ رحلة من الجنون والقتل العبثي بطلتها هذه المرأة، فمن اليابان وعوالم الساموراي إلى أمريكا وصحاريها يكون الإعصار الذي هبّ على المجرمين باغياً تصفيتهم وإفناءهم.. وهكذا، ومع موسيقى خلابة، وجنون صارخ، نذهب في رحلة الموت والعبث مصحوبين بأداء جميل من «أوما ثورمان».. الآن تقف «أوما» على قمة مجدها، ومن خلال مشوار قصير نسبياً، ظهرت في أدوار لافتة ومهمة كدورها في فيلم (البؤساء - les Misérables) الذي ظهر في العام 1998وهو مأخوذ عن رائعة فيكتور هوغو الشهيرة، أيضاً ظهرت في فيلم تلفزيوني جميل اسمه (عمى هستيري - Hysterical Blindness) حازت عنه جائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثلة في عمل تلفزيوني عام 2002، وهي بعد هذه الإنجازات الشخصية، وبعد البصمة التي تركتها من خلال تعاونها مع «تارنتينو» تتطلع إلى المستقبل وإلى نجومية أكبر، ربما يضمنها ويؤكدها الاطلاع البسيط على قائمة أعمالها القادمة، والتي من أبرزها فيلم (المرأة - The Women) الذي سيرى النور السنة القادمة وفيه تقوم بالبطولة مشاركة مع عدد من نجمات هوليود الكبيرات ك (ميغ رايان - ساندرا بولوك - آشلي جاد - آنيت بيننغ)..