لفت نظري وجود روابط لمشجعي نادي الهلال في الكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان وهذه الروابط لديها عمل منظم وحسابات فعالة في (تويتر) يتم عن طريقها التنسيق والتواصل المستمر فيما بينهم. ولم يكتف اعضاء هذه الروابط بذلك بل إنهم يرتّبون مع بعضهم لحضور المباريات الحاسمة للهلال حرصاً منهم على دعم الفريق ومساندته، لاستشعارهم بأن ذلك جزء من واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه ناديهم. وهي بذلك تقوم بدورها على اكمل وجه ولكن ماذا عن دور النادي تجاه هذه الروابط؟! هل من واجبات ومسؤوليات على النادي تجاه جماهيره وهل من طرق واساليب يحافظ بها النادي على هذا الكنز الثمين؟! هذا المقال سيجيب باختصار على هذه التساؤلات مع تسليط الضوء على العلاقة بين الأندية وجماهيرها من جانب تسويقي بحت. الجميع يدرك أن الجماهير هي الركيزة الأساسية في نجاح اي كيان رياضي وهي من يغذي الاندية بالروح والمال كما انها الفاكهة التي لا يحلو اي حدث رياضي الا بوجودها. لذا نجد الاندية العالمية تولي الجانب الجماهيري اهتماماً خاصاً من خلال بناء علاقة ود وشراكة وثقة مع جماهيرها لكسب رضاهم وضمان تفاعلهم وحضورهم الدائم. فالجماهير وتواجدها في المناسبات الرياضية شيء مهم جداً ولكي تضمن انديتنا تواجد وتفاعل الجماهير يجب ان تؤمن كما آمنت الاندية العالمية بأن للجمهور حقوقاً وواجبات ينبغي الالتزام بها. وبحكم ان الجماهير داخل المملكة تستطيع التواصل مع انديتها والمطالبة بحقوقها نظراً لقرب المسافة، الا ان جماهير انديتنا في دول محاورة تعاني من صعوبة التواصل مع الاندية والمطالبة بحقوقها. ففي مطلع هذا المقال استشهدت بروابط الجماهير الهلالية في الدول الخليجية المجاورة ودورها البارز في دعم ناديها وهذا شيء مميز وغير مستغرب من قبل الروابط ولكن الغريب هو عدم اهتمام النادي بهذا الشيء وكأن الامر لا يعنيه. في الوقت الذي ينبغي على ادارة النادي ان تدعم وتشجع وتحفز هذه الروابط وتهتم بنمو وزيادة القاعدة الجماهيرية للنادي خارج الحدود. هذا الاهتمام مع قليل من الافكار كفيل بنجاح هذه الروابط وتحويلها الى مورد مالي مهم، يحفز النادي على ان ينظر لهذه الروابط كجزء منه، يحتاج الى الاحتواء والتنظيم والهيكلة الفعالة التي تتيح للنادي مع مرور الوقت تنفيذ برامج تسويقية يتم تفعيلها عن طريق روابط الجماهير. فعلى سبيل المثال (لا الحصر) يمكن للنادي بعد تحقيق اي بطولة ان يرتب لزيارة يقوم بها بعض نجوم الفريق لإحدى الدول الخليجية المجاورة بعد التنسيق والترتيب مع الرابطة هناك لحجز منصة في مكان عام كي يستطيع المشجع الهلالي مقابلة نجمه المفضل والتصوير معه ومع الكأس مقابل رسم مالي بسيط. اضافة الى انه ينبغي على ادارة النادي عقد اجتماع سنوي لهذه الروابط في مقر النادي لملاقاة الروابط الاخرى داخل المملكة لتعزيز دور الجماهير وربطهم اكثر بناديهم. الزيارات الموسمية لهذه الروابط في بلدانهم، مع دعوتهم لمقر النادي من فترة لأخرى عوامل ستعزز العلاقة والانتماء بين النادي وجماهيره، وستفتح افاقاً تسويقية كبيرة للنادي ومنتجاته. الخلاصة بأن المشجع هو رأس مال ويشكل مورداً مالياً مهماً في حال أحسنت الاندية التعامل مع هذا المشجع وقدرت قيمته التقدير الذي يرضيه ويعود عليها بالنفع. * إدارة وتسويق رياضي