تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مكتبه بقصر الصفا في مكةالمكرمة مساء امس التقرير السنوي عن مسيرة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وما حققه من انجازات منذ انشائه، وذلك خلال استقباله أيده الله لمعالي رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين وأعضاء اللجنة معالي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف ومعالي الدكتور راشد الراجح الشريف ومعالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد ومعالى الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الاستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر. وقد استمع حفظه الله إلى ايجاز من رئيس وأعضاء اللجنة عن أبرز ملامح التقرير السنوي للمركز وما حققه من انجازات ملموسة خلال الفترة الماضية باقامته أربعة لقاءات وطنية للحوار الفكري شارك فيها أكثر من (1600) مشارك ومشاركة من العلماء والمفكرين والمثقفين والشباب من أبناء هذا الوطن وبناته الذين ناقشوا فيها عددا من الموضوعات المهمة حتى أصبحت هذه اللقاءات علامة بارزة من علامات التطوير والتحديث بما قدمته من جهود حوارية وطنية لبناء وترسيخ ثقافة الحوار في المجتمع السعودي ليكون أسلوبا للحياة وتقليدا ثابتا من تقاليده، حيث أتيحت الفرصة من خلاله لابناء الوطن وبناته الذين يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة ومدارس فكرية متنوعة لتقديم ما يخدم دينهم ووطنهم. كما استمع حفظه الله إلى ملخص للجولات الحوارية التي جرت هذا العام في جميع مناطق المملكة والتي شارك فيها أكثر من (900) مواطن من الرجال والنساء والشباب تحضيرا للقاء الوطني الخامس للحوار الفكري والذي يعقد تحت عنوان (نحن والآخر.. رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية). واطلع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على مهام المركز وفق خطته الاستراتيجية للخمس سنوات القادمة والقواعد المنظمة لعمله التي تمت الاستعانة في وضعها ببعض الخبراء والتى ستكون بإذن الله عاملا مضيئا للمركز وضمانة مهمة لاستمرارية التخطيط للسياسات طويلة الامد من خلال التنبؤ بمسيرة عمل المركز مستقبلا بعد الوقوف على التحديات والفرص وملامح التغيير. واستعرض التقرير السنوي للمركز خطوات وضع البنية الاساسية لتوفير البيئة الملائمة والداعمة للحوار الوطني من خلال برامج متعددة سواء في مجال استطلاعات الرأي والدراسات والبحوث والنشر والعلاقات العامة والعلاقات الخارجية واللقاءات والندوات والمؤتمرات فضلا عن المجهودات الكبيرة التي اضطلع المركز بتأسيسها خلال هذا العام وكذا تواصله مع المئات من العلماء والمفكرين والمثقفين والاستئناس بآرائهم في عقد اللقاءات وترشيح قضاياها وموضوعاتها الرئيسة، حيث حظي المركز بمتابعة مئات الكتاب والمثقفين والصحفيين من الجنسين الذين طرحوا رؤاهم وأفكارهم ومقترحاتهم في وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية كما حظي باهتمام ومتابعة الاعلام الخارجي. واطلع - حفظه الله - على برامج التدريب وورش العمل التي تم تنفيذها على أعداد من الطلاب والطالبات في مختلف مناطق المملكة وكذلك الخطط المستقبلية للتدريب التي ينوي المركز تنفيذها مع عدد من الجهات التعليمية والدعوية والمؤسسات الحكومية والاهلية. كما استمع أيده الله إلى ابرز انجازات وحدة الحوار الخارجي بالمركز والتي استضافت العديد من البعثات الدبلوماسية والفعاليات الاعلامية وكذلك عدد من البرلمانيين والاكاديميين من مختلف دول العالم والتي تم من خلالها توضيح مهام المركز وبرامجه الهادفة إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والوسطية والاعتدال في المجتمع وتوضيح موقف المملكة نحو الثقافات العالمية. إثر ذلك استمع الجميع إلى توجيهات المليك المفدى حيث جدد - أيده الله - التأكيد على التمسك بالعقيدة الإسلامية وتعزيز الوحدة الوطنية معتبرا أي حوار مثمر لابد أن ينطلق من هاتين الركيزتين ويعمل على تقوية التمسك بهما. وأشاد - حفظه الله - بالانجازات المهمة التي اشتمل عليها تقرير المركز وكذا خططه الاستراتيجية وأعرب عن تقديره لجهود اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وما حققته من انجازات. وقال - أيده الله - ان قيام مركز الملك عبدالعزيز برسالته الوطنية هو خدمة لكل مواطن يعيش على ثرى هذه الارض المباركة وتحقيقا لتطلعاته عطفا على ما يقدمه المركز من دور تنويري يساهم في محاربة التعصب ويؤكد الوسطية والاعتدال التي يدعو لها ديننا الإسلامي الحنيف. وأكد خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - في معرض حديثه إلى اللجنة الرئاسية للمركز على أهمية تلمس القضايا والافكار التي يأملها المواطن ويرغب في طرحها بين يدي المختصين من أبناء هذا الوطن من خلال اللقاءات الفكرية التي ينظمها المركز في مختلف مناطق المملكة مشيرا حفظه الله إلى أهمية هذه اللقاءات التي تجمع أبناء الوطن وتوجد بينهم جسورا من التواصل المستمر والتحاور الهادف. وشدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على آداب الحوار التي تنطلق من منهج السلف الصالح بالحكمة والموعظة الحسنة. وقال - أيده الله - ان أبناء هذا الوطن سيكونون بمشيئة الله كما عهدناهم المواطنين الصالحين الصادقين الساعين إلى خدمة الدين والوطن بالصبر والعمل داعيا الجميع إلى التمسك بالمنهج الإسلامي الحكيم منهج الوسطية والاعتدال منهج القرآن الكريم ومنهج نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. وفي نهاية اللقاء عبر معالي الشيخ صالح الحصين نيابة عن اللجنة الرئاسية للمركز عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على الدعم والرعاية التي يلقاها المركز من لدنهما - حفظهما الله - وعلى التسهيلات التي قدمت للمركز خلال مسيرته من حكومة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التطلعات في اشاعة مفاهيم الحوار وسلوكياته في المجتمع.