سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون يعطي الضوء الأخضر لحملات انتقامية واسعة ضد كوادر المقاومة بعد عملية الخضيرة صدمة في الأوساط الإسرائيلية إزاء نجاح «أبوزيد» في التسلل إلى الخضيرة رغم الجدار
عاد التوتر ليطغى على المشهد الفلسطيني في ظل العدوان الاسرائيلي المتواصل والمرشح للتصعيد بعدما اعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي مجرم الحرب ارئيل شارون ووزير حربه شاؤول موفاز الضوء الأخضر عقب الهجوم الاستشهادي في الخضيرة، لحملات عسكرية جوية وبرية واسعة النطاق ضد المقاومة الفلسطينية تشتمل ايضا على اجراءات عقابية على المدنيين الفلسطينيين. فقد فرضت قوات الاحتلال اغلاقا شاملا على الاراضي الفلسطينية بعد يوم واحد من رفعه، مشددة قبضتها بشكل رئيسي على منطقة شمال الضفة، التي ستكون خلال الأيام المقبلة مسرحاً لأوسع الاعتداءات الاسرائيلية، حسب الاوامر التي اصدرها شارون وموفاز. وكان موفاز صادق عند منتصف الليل على توصيات الجيش بعملية واسعة في شمال الضفة وعلى رد سريع في القطاع في حالة اطلاق صواريخ (القسام) نحو النقب الغربي. وستتوجه الحملة أساسا ضد (الجهاد الاسلامي) التي تبنت المسؤولية عن العملية الاستشهادية في الخضيرة. وحسب القرارات فان جيش الاحتلال سيركز عدوانه على مدينتي جنين وطولكرم والقرى الكبرى مثل قباطية، يعبد، عتيل، صيدا وعلار، حيث سيفرض على هذه القرى الاغلاق وسيقوم فيها بمزيد من الاعتقالات لاشخاص معروفين كمقربين من الجهاد الاسلامي. وتشمل ايضا اجراءات عقابية جماعية مثل منع تحرك المركبات الخاصة على الطرقات الرئيسية في شمال الضفة. وتقرر في المداولات التي اجراها موفاز مع قادة جيشه اعادة اغلاق معبري كارني، وايرز لانه «لا يحتمل ان تبدأ (إسرائيل) من جهة في أعمال لصالح السكان الفلسطينيين ومن جهة اخرى تطلق احدى المنظمات الفلسطينية انتحاريا يتفجر في قلب مدينة اسرائيل».وقالت المصادر الاسرائيلية انه ورغم الضغط العسكري المباشر سيوجه ضد الجهاد الاسلامي، فإن جزءاً من الضغط سيوجه أيضا من خلال السكان الفلسطينيين. حيث لا يستبعد ان تنفذ طائرات سلاح الجو في مناطق معينة في القطاع غارات وهمية «انفجارات فوق صوتية»، كما يتوقع ان تدخل قوات مدرعة من الجيش أن مناطق اطلاق الصواريخ قرب بيت حانون شمال القطاع. ولم يتأخر تنفيذ هذه الاوامر على الارض، حيث بدات قوات كبيرة من جيش الاحتلال بسلسلة من حملات الدهم والتفتيش في المناطق التي فيها تواجد حركة الجهاد الاسلامي خاصة منطقة طولكرم التي كانت منذ مطلع العام مسرحا لملاحقات وعمليات اغتيال طالت العشرات من كوادر الحركة، وقباطية مسقط راس الشهيد ابو زيد. .الى ذلك، اثار نجاح الفدائي حسن ابو زيد في الوصول إلى داخل الخط الأخضر في ظل الجدار الذي استكملت (إسرائيل) بناءه شمال الضفة الغربية، حالة من الصدمة في اوساط القيادات الاسرائيلية التي لم تستبعد ان يكون دخل عبر البوابات المقامة في الجدار او عن طريق القدس التي لم يستكمل حولها الجدار بعد.ووجهت اوساط امنية اسرائيلية انتقادات حادة إلى الطريقة التي يتم التعامل بها على المعابر او البوابات الموجودة في الجدار على امتداد الخط الأخضر وهو ما سهل دخول الاستشهادي حسن ابو زيد من قباطية إلى مدينة الخضيرة لتنفيذ هجومه، حسبما تتوقع هذه الجهات.ورغم انه لم يتم الجزم بعد أي طريق سلكها ابو زيد إلى الخضيرة ان كان من خلال البوابات المقامة في الجدار او عن طريق القدس، الا ان الجهات الامنية الاسرائيلية استخفت باجراءات التفتيش عبر البوابات. وقال ان «المعابر في جدار الفصل أصبحت طريقا مفتوحة، فالتفتيشات شكلية كما هو الحال في المجمعات التجارية في الداخل».