في مئتين وتسع صفحات يطل الزميل الأستاذ علي محمد الحسون على القراء بكتابه الجديد "شباك الذكريات" رجالٌ من المدينةالمنورة.. يستعرض من خلاله سيرا قصصية لمواقف خاصة جمعته بنخبة من أعلام المدينةالمنورة لهم مكانتهم الفكرية والأدبية.. حيث يستهل كتابه بذات العنوان "شباك الذكريات" قائلا: "من هذا -الشباك- نطل على ذكريات مضت وقد حرصتُ على أن تكون عن أناسٍ لي معهم مواقف مباشرة، عن شخصيات لها مكانتها الفكرية والأدبية، ولم أذكر من لا توجد لهم مواقف معي شخصيا، لهذا أسجل اعتذاري إن أنا لم أذكرهم..". الكتاب كتب مقدمته الكاتب الصحفي محمد علي حافظ، وذكر فيه انطباعاته ورؤاه حوله من جوانب متعددة، "فكل من يقرأ أو يتابع هذه الشخصيات التي يطل عليها الكاتب من شباك ذكرياته -كما يرى مقدم الكتاب- سيضع يده على نسيج من الثقافات التي تكونت بفضل كون المدينةالمنورة دار هجرة وجوار، أتت إليها الثقافات من مختلف أرجاء العالم وانصهرت جميعها في بوتقة المدينة، مدينة الجوار.. جيران رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام"، ولا يغفل مقدم الكتاب عن طرح انطباعه الفني حيال هذا الإصدار إذ يقول: "فيه مواصفات ذلك الروائي الذي يستطيع أن يقدم من خلال الصور التي اختزنها في ذاكرته (خلطة قصصية) بنماذج من الحياة ستندثر إذا لم يسجلها قلم قادر على ذلك، لديه مخزون هائل من الأحداث والانطباعات التي عاش فيها وعاشت فيه، فهناك في شباك علي الحسون شخصيات مميزة.. سنرى من خلالها مجتمعنا المدني القديم ذا الفسيفساء الرائعة من الشخصيات والثقافات..". الكتاب تناول أكثر من خمسين شخصية مدنيَّة لها أثرها في تاريخ المدينةالمنورة واختصّ بالراحلين منهم. حيث لم يتناول الكتاب موقفا مع أحد الأعلام الأحياء، فكل المواقف مع الراحلين. وكلهم معنونون بحدث أو قصة أو موقف جمعهم مع الكاتب بنفس درامي غاية في التشويق والنفس القصصي.