لا تخطئ العين ما سجله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على مدى عقود من الزمن تجاوزت نصف قرن، تجلى فيها حضوره وإلمامه واطلاعه الواسع على علوم متعددة منها السياسة والإدارة والتاريخ بشقيه العلمي والإسلامي وكذلك معرفته بجغرافية المناطق والأنساب، وعندما نقول جامعة فإننا نعني أنه عندما يتطرق الى موضوع في حديثه يلمس المستمع مدى إدراكه ومعرفته وذلك بشهادة أساتذة جامعات ومثقفين على مستويات عالمية. إن ثقافة الملك سلمان الموسوعية وإلمامه الواسع بالكثير من العلوم والمعارف خاصة في الثقافة والأدب والتاريخ يعكسان ثقافته المتعددة المشارب المتكئة على الثقافة الإسلامية والعربية الرصينة. ولا شك أن الكلمة الضافية التي وجهها الملك سلمان إلى الشعب السعودي تحمل الكثير من الدلالات عن شخصية الملك سلمان ومنهجيته في الإدارة والحكم، والتحديث المتوافق مع الشريعة الإسلامية، فقد جاءت الكلمة شاملة لكافة النواحي المتعلقة بالدولة والمواطن والأمن والاقتصاد، ويمكن اعتبارها بمثابة الخطة الاستراتيجية التي سوف تسير عليها المملكة في المرحلة القادمة، ومن اللافت أن الكلمة ركزت على التنمية الشاملة والمتوازنة والعادلة بين كافة مناطق المملكة، إضافة إلى تأكيد القضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، وهذا التأكيد يشير إلى حالة التشرذم والاحتراب الداخلي اللذين ضربا وللأسف الشديد عددا من الدول العربية ونزعا عنها الأمن وعطّلا تنميتها وفرقا أبناءها. إنه يصعب في هذه العجالة تحليل المضامين والدلالات التي اشتملت عليها كلمة خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله-، فهي كلمة ضافية وافية تمنح المواطنين مزيداً من الطمأنينة على رسوخ ومنهجية سياسة المملكة الداخلية والخارجية، وتؤكد من جديد حرص الدولة على تعزيز قواعد التنمية الاقتصادية وبناء الإنسان السعودي والمضي في مسيرة التنمية والتطوير من خلال معادلة تقوم على الاهتمام بالمواطن وتعزيز أمن الوطن وسلامته. * مستشار الإدارة والمشرف على المراسم والعلاقات العامة والإعلام بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون