تأخذ قضية توظيف المرأة حيزا من النقاش والطرح حتى قبل أن ينفض طابور العاطلين من الرجال، يثار مع ذلك مخاوف من الانشغال بالقضيتين دون حلول مرضية. لعله من الإنصاف التركيز على توظيف الرجال ومن ثم الانطلاق بتواز لإيجاد وظائف للنساء، لكن أن تشغلنا قضية المرأة على حساب (الرجل) العنصر الأساس فان ذلك بمثابة نقل المعركة إلى جبهة أخرى دون أن نحسم المعركة الأولى. الواقع أن تعاطينا مع قضية عمل المرأة في بعض حالاته لا يخرج عن كونه «دوكرة» أو استعراضا دون أن يمارسن عملا حقيقيا فاعلا، فضلا عن أن حواء باتت عبئا أكثر من كونها معينا وبشهادة أصحاب الشركات لذلك فانه من العقلانية بمكان إعادة النظر والبحث عن عمل حقيقي تمارسه المرأة بدلا من الزج بها في أتون بطالة مقنعة. يمكن لنا بعث أفكار جديدة، للاستفادة من نصف المجتمع لكن بواقعية أكثر دون تحميل المرأة السعودية أكثر مما تحتمل فهي لها خصوصية معينة، وتحيا في مجتمع ينظر إليها بطريقة مختلفة عن باقي نساء العالم. وقبل أن ينضج المجتمع، وتكون فيه المرأة السعودية على قدر المسؤولية لا أن تعلق مشكلتها على «رجل» فان أي طرح يلغي وظيفة المرأة الأساسية، ولا يراعي خصوصيتها محكوم عليه بالفشل. [email protected]