هناك في المكان الذي تمطر فيه السماء كُتباً، أعني في معرض الرياض الدولي للكتاب بعمره السابع وبجسده الممتد عبر مساحة تبلغ 23ألف متر مربع. هناك حيث الكُتب تنقذ قارئها من غياهب البؤس وبكاء الجهل ومرور الوقت البطيء والمتكرر؛ لتعطي كل من يمد لها معصمًا أو يطلب عناقًا كثيرًا من الابتسامات وعوالم سحرية -للأسف- لا يراها غير من يطوي الورقات الصغيرات بيديه وهو ينتظر وبشغف ماذا ستقول الصفحة الأخرى. في هذا العرس الثقافي بأيامه العشرة والذي ينقص في كل يومٍ يوماً من عمره الجميل استطلعت "ثقافة اليوم" رأي القارئات حول التنظيم وتوصيات الآخرين الشرائية وأيضًا حول الأسعار وطغيان الرأسمالية التي لاحقت كل شيء حتى إبداع البشرية الخالد والذي لا يوهب بمال ولا يشترى بذهب!. *رغم كل الشغف للقراءة.. الموقع الإلكتروني للمعرض غير قابل للتحديث! سارة الأماسي أتت إلى المعرض من بيتها الوديع متأهبةً بحقيبتها التي تجرها خلفها لشراء أكبر كمية ممكنة من الكائنات الميتة؛ لأنها تبعث للآخرين ما تملكه من حياة، لقد عبرت سارة عن احتفائها بهذا العرس الذي لا تكفيه عشرة أيام فقط، ولا سنوات ولا أعوام ولا أجيال، بل حتى لا يكفيه عمر التاريخ ؛ فهو الذي يصنع الإنسان، يصنع الحضارة، ويصنع رؤيتنا نحو هذا الوجود الملئ بالحروب وبالقتل دون أن يكون هناك سبب وجيه لفعل ذلك!. لقد أشارت سارة الأماسي أن كل هذا الجموع أتت كي تقرأ، كي تقرأ فقط رغم ارتفاع الأسعار، رغم الموقع الإلكتروني الرسمي الذي ما زال نائمًا على فعاليات العام السابق دون أن يستيقظ ويعرف بأن العام قد مضى وأتى عامٌ غيره، لقد أكدت سارة أن "تويتر" هو من أعطاها الطريق نحو كل الكتب التي تستحق والتفاعل المرجو نحو هذا العرس الثقافي الذي تمطر فيه السماء كُتبًا لتنبت أرضه أشجارًا للقراءة. * في حضرة "الكتاب" الجميع لا يستطيع سوى أن يبتسم الزائرة "دانة" والتي لم تحضر منذ ثلاث سنوات، أشارت في حديثها أن ثمة نقلة نوعية للمعرض مقارنة مع دورته السادسة، فكل شيء أصبح واضحًا وسهلًا، إن من تأتي إلى هنا تستطيع أن تختصر الكثير من الوقت لتصل إلى مبتغاها؛ فالمعرض وفر أساليب ورقية تتمثل في خريطة المعرض وأجهزة إلكترونية بكميات جيدة ليستطيع الجميع أن يبحث عن مراده سواءً كان ذلك المراد كتابًا سياسيًا أو كتاباً اقتصاديًا أو رواية تخبرنا بأننا لسنا وحدنا من يملك حكاياتٍ تستحق أن تروى. * الثقافة ليست للرجال وحدهم ولم أستفد سوى من تويتر الزائرة نرجس العساف والتي لم تنتهِ بعد من قائمتها الشرائية الطويلة والمحتوية على كتب إبداعية وتاريخية وفكرية عبرت في حديثها لنا عن أن المعرض في دورته السابعة لم يتخلص وحتى الآن من بعض الملاحظات التي تتعرض لهن الزائرات في كل عام فالمعرض للجميع وليس للرجل وحده، إنه لا إقصاء في الثقافة مهما كانت المبررات أو الأسباب التي ينطق بها الآخرون!. وعن الموقع الإلكتروني الرسمي للمعرض تقول نرجس بكامل عفويتها: " كل القنوات التي تبث أخبارًا عن المعرض لم تقدم صورة واضحة على الإطلاق، إنه ولولا تويتر القائم على التفاعل المتاح للجميع وليس لمؤسسات معينة أو مسؤولة عن تنظيم المعرض لأصبحت تائهة، كما أن تويتر قدم لي الكثير من الخيارات على مستوى الكتب، ففي كل مرة أكتشف بأن ثمة كتابًا يستحق أن يُقرأ، أو ديواناً سيعطيك القصيدة التي لطالما بحثت عنها، أو عن رواية تمدك بشخوص وحوارات وأفكار لن تجدها مع العابرين على أرض الواقع!. سارة الأماسي