يبدو أن الكتاب الورقي ما زالت له الشعبية الأولى رغم تحرشات ومشاكسات الكتاب الإلكتروني. وهذا ما حدا بي لإطلاق نكتة خفيفة، تقول «إن الكتاب الإلكتروني أصابته جلطة دماغية لمدة عشرة أيام وهي مدة المعرض». وفي معرض الكتاب تجلى الكتاب الورقي بالرياض العاصمة في أبهى حلله، لنستملي سويا «عاصمة الثقافة» قلبي تولع بالرياض حب ورثته من الجدود وفي السياق ذاته ترى الرفوف، والأجنحة، وروايات هاربات من عشرات السنين، تحكي قصصا شتى، في معرض اكتظ بالزوار، وأفرز عدة دلالات منها: ثقافة الود الاحترام بين كل شرائح المعرض والقائمين عليه، والقوة الشرائية، وهذا يعطي دلالة على علاقة مبنية على الحب، والود، والوعي بدلا من الجفاء، والخصام القديم، والبعد الثقافي للجيل الحالي من الجنسين. فاللغة التصادمية تحللت في ظل الاطلاع الكبير الذي يسعى للتعايش السلمي في ظل وطن عظيم واحد، وهذه دلالة على ظاهرة تستحق التقصي والدراسة. هذا الارتياح الكبير خلق جو من الإقبال الكبير بعيدا عن الضوضاء، فكان عامل جذب واستقطاب بدلا مما كان عليه سابقا من عامل طرد ونفور شديد! إن معرض الكتاب هو نقلة حضارية ثقافية نوعية تسعى للمزيد من الحراك الثقافي الذي ينشر الوعي بين أفراد المجتمع، ويقوي اللحمة الوطنية، ليقف الزائر متسائلا بدهشة: «كل هذا في وطني؟» ولعل أهمية الكتاب هي الشراء كأول طريق للقراءة، ومن ثم الاطلاع، والاعتكاف؛ كي تصبح عادة لذيذة لا يهنأ المزاج والقلب إلا بحضورها، على لسان أحد العاشقين للكتاب «أعطوني كتابي، ومعطفي، وخذوا الدنيا». إن الذي لا يقرأ كمن لديه أفكار العجائز الأميين.. ومضة: يقول أبو الطيب المتنبي: أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب