أشارت تقديرات معهد "بيتر سون للاقتصاد الدولي" إلى أن تراجع أسعار النفط سيحقق وفراً مالياً للدول المستوردة للنفط بنحو 500 مليار دولار. واشترط المعهد في تقديراته لتحقيق هذا الوفر المالي استمرارية أسعار النفط ضمن مستوياتها المنخفضة خلال العام 2015. من جهته قال عضو مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية الكويتية كامل الحرمي إن معاودة أسعار النفط نحو الارتفاع سيشكل تحديا لجميع منتجي النفط التقليدي. وذكر الحرمي أن تراجع أسعار النفط تسبب في خفض إنفاق الشركات على مشاريع التنقيب وتسريح أعداد كبيرة من العمّال في تلك الشركات. من جهته قال الدكتور محمد الشطي يعتقد غالبية المراقبين أن الأسعار مرشحة للانخفاض خلال الربع الثاني من العام الحالي (ابريل - يونيو)، بسبب توقعات ضعف الطلب على النفط وارتفاع المخزون، وهو الأمر الذي يعني أن سعر النفط سيكون خلال الأشهر القادمة حول ال 45 دولاراً للبرميل لنفط خام الإشارة، إلا أن هنالك من يرى بداية مرحلة التعافي بحلول نهاية الربع الثالث من العام 2015 م كما قال بنك سيتي الأمريكي. وذكر الشطي أن هنالك أموراً لا بد من التأكيد عليها منها الانطباعات الايجابية التي تظهر في توقعات الصناعة، كتحسن أسعار النفط خلال النصف الثاني من 2015 م، إلا أن رؤية بلوغ الأسعار ل 70 دولاراً للبرميل ستكون أوضح خلال العام القادم، كما أن حالة التعافي بداخل الأسواق النفطية يستلزم سحب الفائض من الأسواق، وأن هذه الفوائض ستكون السمة الغالبة على السنوات القادمة لغاية العام 2020 م وبذلك ستكون أسعار النفط دون المئة دولار للبرميل وربما تدور حول ال 75 دولاراً لنفط خام برنت. وأوضح ان عدداً من المستجدات في الأسواق النفطية أسهمت في تحسن مستوى الأسعار منها خفض عدد منصات وأبراج الحفر لا سيما الأفقي منها، وخفض تكاليف إنتاج النفط بوجهٍ عام والصخري على وجه الخصوص وذلك تزامناً مع انخفاض أسعار النفط، وبيع كميات من النفط الصخري في الأسواق الآجلة؛ تحوطاً من أية تحولات أو هبوط في أسعار النفط، وأخيراً خفض العديد من الشركات لموازناتها في استثمارات التنقيب والاستكشاف. وأضاف أصبحت التوقعات الصادرة من الهيئات والوكالات العالمية أكثر إيجابية تجاه النصف الأول من 2015 م مع إشارتها لوجود فوائض بداخل الأسواق النفطية، حيث أشارت التوقعات لشهر فبراير إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال النصف الأول من عام 2015 م ليصل إلى 92.5 مليون برميل يوميا مقارنه مع 91.65 مليون برميل يوميا خلال النصف الاول من عام 2014 أي زيادة مقدارها 850 الف برميل يومياً، بينما ترتفع الإمدادات من خارج الاوبك من 62.35 مليون برميل يومياً خلال النصف الاول من عام 2014 إلى 63.95 مليون برميل يوميا خلال النصف الاول من عام 2015 أي زيادة مقدارها 1.6 مليون برميل يومياً.