في الوقت الذي تتجه فيه الشركات الخدماتية في الصناعة النفطية إلى خفض تكاليف الاستكشاف والتنقيب والحفر، قررت أخرى القيام بمراجعة رواتب موظفيها نحو التخفيض، وكذلك الاستغناء عن خدمات البعض الآخر. يقول المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي في إطار هذه الأجواء فإن المراقبين يتوقعون نشاطاً أكبر للاستحواذ واستغلال الفرص المتاحة في سوق النفط من اجل الاندماج ما بين الشركات النفطية من اجل التعايش بشكل افضل مع هبوط اسعار النفط الخام. وذكر أن هنالك توجهاً من قبل الشركات الخدماتية نحو خفض تكاليف الاستكشاف والتنقيب والحفر بشكل واضح، وذلك للاستفادة من التكنولوجيا وبناء سياسات على هذا النحو لتصب في صالح المنتجين بفاعلية تتناسب مع هبوط أسعار النفط. وأوضح أن غولدمان ساكس يتوقع أن يستمر إنتاج النفط الصخري خلال العام 2015 م دون تأثر، ولكن تنامي إنتاج النفط يشهد تباطؤاً من معدل 1.1 مليون برميل يومياً قبل انخفاض أسعار النفط الخام خلال عام 2015، إلى 700 ألف برميل يومياً، أي 400 الف برميل يومياً خفض في الزيادة وهو الأمر الذي يصب في مصلحة توازن السوق خصوصاً إذا تحسن الطلب العالمي على النفط خلال هذا العام تماشياً مع توقعات الصناعة. وأكد أن ما يحدد مسار الأسعار خلال العام 2015 يرتكز على عدة محاور أهمها الطلب العالمي على النفط الصخري الذي يتأثر بمستوى تنامي الطلب العالمي وقاع الهبوط الذي ستصل إليه الأسعار ومقدار تسارع وتيرة بناء وارتفاع المخزون خلال النصف الأول من العام الحالي، كما يعتقد المراقبون ارتفاع الطلب الصيني على النفط خلال 2015 م. لاسيمّا بناء المخزون الاستراتيجي من النفط بمقدار 224 الف برميل يوميا، وهو أعلى مما كان عليه في عام 2014 عند 101 ألف برميل يومياً، ومما يشجع على ارتفاع بناء المخزون هو زيادة الفروقات ما بين الأسعار في الوقت الحالي مقابل المستقبل أو ما يعرف بالكونتانجو. وأضاف الدكتور الشطي إن الطلب على النفط في كوريا يشهد ارتفاعا حيث بلغت واردات النفط إلى كوريا خلال شهر نوفمبر 2014 عند 2.8 مليون برميل يوميا، وهو معدل يفوق ما مكان عليه خلال نوفمبر 2013 والذي كان عند 2.5 مليون برميل يومياً، كما يتوقع البيت الاستشاري فاكتس غلوبل انرجي هبوط أسعار نفط خام برنت لأدنى مستوى لها مع نهاية الربع الاول من عام 2015 لتصل إلى 45 دولاراً للبرميل، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة التعافي ليكون متوسط الأسعار عند 56 دولاراً للبرميل يومياً خلال العام 2015، كما يتوقع ضعف هوامش أرباح المصافي خلال الربع الثاني من العام الحالي ولغاية نهاية عام 2015.