في السنوات الأخيرة مررنا وشعرنا (عدة مرات) بخوف وقلق وترقب من أمراض وأوبئة ظننا انها توشك أن تقع وتنتشر بيننا.. كإنفلونزا الطيور وسارس وانفلونزا الخنازير.. وعندما انقشعت الغُمة تبين أن الأمر وراءهُ ما وراءه من شركات أدوية و(بزنس) بمليارات الدولارات.. ليس ببعيد عنها في شعور الخوف والوجل كمامات الحرب الخليج الثانية التي بيعت في الحراج، وقيامنا آنذاك بشمشمة بعضنا البعض وما حولنا بحثاً عن رائحة البيض الفاسد، وإغلاق فتحات أبواب وشبابيك منازلنا بشطرطونات ورقية.. كي لا يتسرب إليها الكيماوي، والبعض منها (الشطرطون) لا يزال ملتصقا ويزين شبابيك وأسفل أبواب بعض الفلل القديمة، شاهد على أيام خوف وهلع عشناها، لا داعي لها، أصبحت ذكريات.. وليرحمك الله يا سليمان العيسى.. وانتقل لصلب الموضوع وهو وجوب أن يأخذ الانسان بأسباب الحيطة فيما يتعلق باحتمال إصابته بأي مرض.. ويتوكل على الله، ومن نافلة القول انني كتبت عن الأمراض الوبائية في حينه.. وأذكر منها تأسفي على إعدام الضبان مع الطيور في سوق الحمام بالرياض أثناء الخوف من جائحة انفلونزا الطيور، قبل عقد من الزمان أو نحوه، ولعلي أُكمل سوانح اليوم بإطلالة على الطب الوقائي، ليس ما تعلمناه في كلية الطب، بل أبدأه بذكر ما قام به الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الهم عنه، وموقفه من مرض طاعون عمواس بالشام، حيث أمر بمنع الناس من الخروج منها أو الدخول إليها، أي المدينة الموبوءة بالطاعون، وهذا حدث قبل أربعة عشر قرنا، فرحم الله الفاروق، والمنع من الدخول إلى أو الخروج من المدينة الموبوءة هو ما يطلق عليه الطب الحديث العزل (آيسوليشن) ومنها عزل من يقدم لبلد ما لأربعين يوما (كارانتين) بسبب إصابته بمرض ما أو عدم حمله لشهادة تطعيم عن بعض الأمراض، وفي جدة بالمناسبة هناك منطقة أو حي يُسمى الكرنتينه.. وهو اسم غريب كاسم شارع المكرونة.. واسألوا أهل جدة عن سبب تسمية الكرنتينه وشارع المكرونة.. ماعلينا.. وأعود لصلب الموضوع ففي رأيي أن مكافحة الأمراض بصفة عامة تتلخص في النظافة الشخصية، وأهمها الإكثار من غسل اليدين، والذي لأهميته جُعل له يوم في السنة (أظنه 5 مايو) يطلق عليه اليوم العالمي لغسل اليدين، وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار سابق في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية