لا يكون فيه النفط محور حياتنا، وهذا كان يجب أن يحدث منذ عهد بعيد، وتحديداً بعد انتهاء الطفرة الأولى وانحسارها، آنذاك كان يجب أن نضع استراتيجية جديدة لا يكون فيها حسبان كبير للنفط، لم نفعل ذلك، واستمر حجم إنفاقنا وكأنّ شيئاً لم يحدث، ولجأنا لتغطية العجز في الإيرادات إلى السحب من الاحتياطي الخارجي البالغ 180 مليار دولار، فاستنفدناه في بضع سنين، ولم نتوقف بل استمرت نفس وتيرة الإنفاق، بما في ذلك أمر لم نقتنع بجدواه وهو شراء القمح من المزارعين، الذي يقال إنّه سيتوقف هذا العام، ولأنّ الاحتياطي استنفد لجأنا إلى الاستدانة من الداخل، ووصل مبلغ الدين إلى ما يزيد عن 600 مليار ريال، وهو ما لم يسدد حتى الآن، وحين تكرر سيناريو الثمانينيات في هذا العام، وهبطت أسعار البترول بنسبة 60٪ تكرر نفس سيناريو: «أنفق ما في الجيب يأتك ما في الغيب» في الوقت الذي كان يجب علينا فيه أن نقلب حياتنا رأساً على عقب، ونضع استراتيجية جديدة لاقتصادنا، لا يكون فيها للدولة الدور الذي كانت تقوم بأدائه في الماضي، فمثلاً يتعين عليها أن تعيد النظر في سياسة الدعم، وفي أوجه الإنفاق، وفي التخلي عن كثير من الخدمات التي يمكن أن يقوم بها القطاع الخاص، والهدف هو أن نترك الاحتياطي للأجيال القادمة.