أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن قضية الشرق الوسط ستكون محورية إبان زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو منوها بأن مواقف روسيا وسوريا متقاربة بشأن ضرورة تكريس حل شامل للأزمة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي شامل عقده في موسكو ظهر أمس. واعتبر لافروف أن أي إهمال للمسارين السوري واللبناني سيؤدي إلى مضاعفات وتعقيدات جدية ستنعكس على مجمل عملية التسوية في المنطقة مضيفا بأن المباحثات ستشمل توقيع مجموعة من الوثائق التعاونية وخاصة في مجال الصناعة والنقل والطاقة. وركز لافروف في معرض حديثه عن الوضع في العراق على الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي مؤكدا أنه في حال أصرت الحكومة المؤقتة على إجراء الانتخابات في الموعد المحدد رغم هذه الظروف فإن الشعب العراقي وحده يستطيع تقييم هذه الانتخابات ومصداقية نتائجها. وأعلن الوزير الروسي أن روسيا تدعم جهود الدول العربية الموجهة نحو مكافحة الإرهاب موضحا أن الشركاء العرب يتخذون خطوات عملية للنضال ضد الإرهاب بما في ذلك للحيلولة دون جمع الموارد للدعم المالي للنشاطات الإرهابية وأن حوارا بناء يجري مع جميع الدول العربية للتعاون مع روسيا في هذا المجال بما في ذلك مع دول الخليج العربي. وطالب لافروف بجعل العمل المشترك لمكافحة الإرهاب موضوعيا وعمليا منوها بأن على المجتمع الدولي أن يحدد قائمة مشتركة موحدة للمشتبه بضلوعهم في العمل الإرهابي مضيفا بأن موسكو قدمت اقتراحا بهذا الشأن لمجلس الأمن وهو قيد الدراسة. واعتبر الوزير الروسي هذه الخطوة بالغة الأهمية لإنجاح مسار مكافحة الإرهاب. وركز لافروف على ضرورة أن يتم تسليم المشتبه بعلاقتهم بالإرهاب والأعمال الإرهابية إلى الدول التي تطالب بهم لكي تتم عملية مكافحة الإرهاب بنجاح عبر التخلي عن ازدواجية المعايير. كما أعلن وزير الخارجية الروسية أن المسؤولين الروس واثقون من أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا الاتحادية لن تحيد عن الخط الذي رسمه الزعيمان بوتن وبوش لتطوير علاقات الشراكة بين البلدين. ولم يوفر لافروف الانتقاد اللاذع لكونداليزا رايس ولو بصيغة ملطفة حينا وقاسية حينا آخر. حيث جاءت توضيحاته هذه تعقيبا على تصريحات رايس بأن الولاياتالمتحدة ستولي اهتماما خاصا بالأوضاع السياسية الداخلية في روسيا.. وركز لافروف في معرض تعليقه على أن الحياة والسياسة الداخلية في روسيا تتطور على أساس الدستور الروسي مضيفا بأن موسكو تستمع باهتمام للانتقادات البناءة أما عندما يحاول البعض العودة إلى أجواء الحرب الباردة فمن البديهي أن ترفض موسكو ذلك. كما نوه لافروف بأن البعض في الآونة الأخيرة يحاول عبر وسائل الإعلام التنكيل بروسيا وتصوير الأوضاع فيها وكأنها عودة لنهج التسلط معبرا عن قناعته بأن مثل هذه الإعلانات لا تتم بروح طيبة وأن هناك من لا يرتاح لأن تغدو روسيا دولة قوية. وقال لافروف إنه يعرف كونداليزا رايس كسياسية جيدة معبرا عن قناعته بان الخط السياسي الذي رسمه الزعيمان الأمريكي والروسي سيستمر. وأشار لافروف إلى أن لقاء القمة الروسية الأمريكية في بريتسلافا سيتناول القضايا الدولية الملحة كمكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل والمخدرات والجريمة المنظمة وأن على موسكو وواشنطن أن يلعبا دورا رائدا في حل هذه المعضلات منوها بأنهما سيناقشان كذلك طائفة من المواضيع الحساسة ومنها رفع استعداد المجتمع الدولي لمواجهة المخاطر الطبيعية كتلك التي حدثت في جنوب شرقي آسيا. من جهة ثانية أكد لافروف على أن مواقع ومواقف روسيا على المسرح الدولي تتدعم جديا بواقع النمو الاقتصادي ويتيح تطوير الحوار السياسي بمشاريع محددة وأن هذا الأمر متعلق بالشركاء في دول التجمع وكذلك مع معظم الدول الأوربية ودول آسيا والمحيط الهادي وأمريكا اللاتينية والولاياتالمتحدة والشرق الأوسط وأن مواقف موسكو تعتمد في كل ذلك على إمكانيات واقعية.