في ظل البوادر التي تشير إلى وجود تراجع في مستويات الإنتاج النفطي لبعض الدول المنتجة ومنها ليبيا وقطر، بلغ حجم بناء متوسط المخزون النفطي نهاية سبتمبر الماضي في البلدان الصناعية قرابة ال2,701 مليون برميل، مرتفعاً 8.1 ملايين برميل عن متوسط الخمس سنوات الأخيرة. وذكر الدكتور محمد الشطي ل"الرياض" أن هنالك سحبا حقيقيا من المعروض النفطي، حيث انخفض إنتاج ليبيا من أعلى مستوياته التي وصل إليها وهي مليون برميل يومياً في بداية شهر أكتوبر 2014 إلى 540 ألف برميل يومياً منتصف شهر نوفمبر 2014، وهو ما يعني خفضا فعليا بمقدار 460 ألف برميل يومياً، بالإضافة إلى تراجع الإنتاج القطري من 800 ألف برميل يومياً في سبتمبر 2014 إلى 650 ألف برميل يومياً في أكتوبر 2014 وإلى 500 ألف برميل يومياً خلال نوفمبر الحالي وهي تخفيضات حقيقية تعني سحب الفائض من السوق. وقال الشطي من المتوقع أن يكون لتلك التراجعات بعض الآثار على الأسواق النفطية لا سيمّا مؤشر الأسعار إن كان المستهدف هو إعادة التوازن لسوق النفط وتحقيق التوازن المنشود. وتابع الشطي قائلاً بلغ حجم بناء متوسط المخزون النفطي في البلدان الصناعية قرابة ال2.7 مليون برميل يومياً، وذلك مع نهاية سبتمبر 2014، ممثلاً بذلك ارتفاعاً مقداره 8.1 ملايين برميل يومياً عن متوسط الخمس سنوات الأخيرة. من جانبه أشار عثمان الخويطر مختص نفطي إلى أن الأسواق النفطية تشهد في الوقت الراهن وجود مؤشرات تدل على وجود تراجع لمستويات الإنتاج النفطي لبعض الدول المنتجة. وذكر أن دولة قطر تعد إحدى الدول التي توجهت لخفض مستويات إنتاجها النفطي، حيث تراجع إلى 500 ألف برميل يومياً خلال شهر نوفمبر الحالي. على صعيدٍ متصل صدرت مؤخراً توقعات سكرتارية منظمة الأوبك لشهر نوفمبر 2014، والتي اشتملت على جملةٍ من المؤشرات الإيجابية، حيث أوضحت أن الطلب على نفط الأوبك خلال الاشهر اكتوبر 2014 – ديسمبر 2014 سيكون عند 30.15 مليون برميل يومياً، وإذا ما تمت مقارنة ذلك مع إنتاج أوبك فعلياً خلال شهر أكتوبر 2014 عند 30.25 مليون برميل يوميا حسب مصادر السوق المعتمدة لدى الأوبك، فإن ذلك يعني فائضا بمقدار 100 ألف برميل يومياً، كما يتوقع التقرير أن تشهد الزيادة السنوية من خارج الأوبك لا سيمّا الولاياتالمتحدةالأمريكية تقلصاً ملحوظاً من 1.41 مليون برميل يوميا في 2014 مقارنة مع 2013، إلى 0.94 مليون برميل يومياً في 2015 مقارنه مع 2014، أي هبوطاً في الزيادة بمقدار 470 الف برميل يومياً، ولكن هذا النقص في الزيادة يساعد في تحقيق توازن السوق النفطية.