منذ بداية هذا الشهر الفضيل والتوفيق مابين مجال وآخر هو شغل المرأة الشاغل الذي يتطلب منها إدارة فعالة لمواعيدها وتنظيما محكما لوقتها وذلك لتنوع الأنشطة الحياتية التي تتخلل اليوميات الرمضانية بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء مع ملاحظة أن العبء المنزلي الذي يقع على عاتق المرأة يجعلها مجبرة على لعب عدة أدوار قد تعرضها لمجهود عصبي وذهني لاينكره أحد، وفي حال عمل المرأة خارج المنزل فإن المسؤولية ستكون أكبر، ولكشف أسرار وأساليب حواء في التوازن المطلوب خلال رمضان قمنا بجمع آراء عدد من السيدات العاملات تتوضح منها جوانب ذكية تدل على قوة الاحتمال والصبر. كانت آراء مجموعة من الموظفات تتفق على أن التوفيق ضروري جدا مابين واجبات البيت ومتطلبات العمل وقد بينت ذلك الأستاذة انتصار اليماني مديرة الإعلام بشركة المملكة القابضة بقولها: الإنسان بصفة عامة عليه تنظيم مسار حياته والسيدة التي تعمل يلزمها أن توفق بين عملها ومنزلها وبالنسبة لي توفيقي بين عملي ومنزلي في رمضان يمثل لي متعة حيث اأستفيد من كل لحظة في وقتي فكل شيء منظم والوقت مليء ليس به فراغ أو عدم استفادة والتنظيم في شهر الصوم يشمل دوري بالنسبة لعملي الوظيفي الذي أحاول تأديته كما يجب ويشمل دوري في المطبخ بالإشراف على مائدة الفطور ويشمل أمورا أخرى أهمها العبادة وصلة الرحم التي يتيح لنا الشهر الكريم أن نمارسها في ترابط بالأهل تزول معه أي شوائب في العلاقة لذا فرمضان نعمة من الله - سبحانه - نبتغي من العمل فيه الأجر بالنسبة للرجل أو المرأة عموما. وتحدثت الأستاذة انتصار اليماني أيضا عن ذكرياتها بالنسبة لرمضان وماذا يعني لها فقالت: نظراً لتواجدي خارج المملكة وإقامتي في بريطانيا مع أسرتي وفترة دراستي وعملي فإن شهر رمضان كان فعلا يمثل لي نعمة في بلد الغربة حيث تمر دوما بذاكرتي خواطر وذكريات جميلة عندما أتذكر تجمع المسلمين قبل الفطور في لندن وتوحد العرب هناك أثناء آداء صلاة التراويح مما يحسس المسلمين بالوحدة والاجتماع رغم اختلاف البلدان التي ينتمون إليها، كما يحضرني من المواقف الحلوة في لندن أيام الصيام اجتماع الطلبة المسلمين يتضح ذلك من خلال امتناعنا كمسلمين عن الأكل والشرب في المدرسة وبقية الأطفال غير المسلمين يأكلون ويشربون وعندما عملت معلمة بأكاديمية الملك فهد بلندن كانت المعلمات الأجنبيات يحافظن على مشاعري وقت الصوم بامتناعهن عن الطعام أمامي. أيضا كان رأي الأستاذة سلمي عبدالوهاب مديرة القسم النسائي للغرفة التجارية الصناعية بأبها مماثلا حيث قالت: دوام رمضان نعمة لي ولغيري ففيه الأجر والثواب من الله- عزوجل- وبدلاً من تكريس كل الوقت للمطبخ فإنه يتجزاً كوحدات زمنية لكل منها عمل خاص نقوم به ويكفي أن المسلم مأجور على العمل فكيف إذا كان في رمضان. أما الشابة وفاء العكاسي مشرفة استقبال بمستشفى أبها الخاص أبدت إعجابها بالعمل أثناء رمضان معللة قولها بأن ساعات العمل أقل في رمضان مما يشعرها بكسر الروتين المعتاد وعلقت على مسألة التوفيق بين المنزل والعمل بأن ذلك وارد على الأقل لايكون جميع الوقت مخصصاً للمطبخ. من جانب السلك التعليمي كان الأمر مختلفا بعض الشيء إذا أجمعت غالبية المعلمات في مدرسة ابتدائية على عدم رغبتهن في القيام بعملية التدريس أثناء الصوم، وقالت الأستاذة ف. م أتمنى أن تكون السنة كلها دواماً مقابل أن يكون رمضان إجازة فأنا لا (الحق على شيء)! ومعلمة أخرى أم لسبعة من الأبناء قالت: الدوام في المدرسة أثناء رمضان نقمة بمعني الكلمة فأنا ورائي عدة مسؤوليات أهمها المدرسة وتحضير الدروس الذي يأخذ مني وقتا كبيرا وعدا ذلك أنا زوجة علي مجاملة زوجي واستقبال ضيوفه بالأطعمة المتنوعة خاصة عند اجتماعهم بعد صلاة التراويح، وعلي أن أهتم بأبنائي من ناحية دراستهم ونومهم الذي لايتنظم إلا بعد رمضان بأسبوع على الأقل، كما أن سفرة الفطور ترهقني بشكل كبير لأنها يلزمها جهد كبير كي تكون على مستوى مرغوب فيه من قبل أولادي وزوجي رغم وجود الخادمة عندي إلا أنني أعاني معاناة كبيرة من الدوام في رمضان حيث أنسى النوم وحيث تتوجب علي زيارات لأقاربي ولأهل زوجي. ومن خلال هذه الآراء اتضح لنا أن العمل بالنسبة للمرأة في رمضان يختلف ما بين مايراه البعض نعمة والآخر نقمة.