يسهل في رمضان تطبيق القول الشهير «أمران أحلاهما مر» على حال المرأة العاملة في رمضان، في شهر هو العنوان لترابط الأسرة في المنزل، واهتمام المرأة بزوجها وأبنائها، وإعداد موائد الإفطار والسحور لهم، وبين الوظيفة ومسؤولية العائلة تحتار المرأة في الأولويات. كانت لأم عبدالله توفيق، وهي موظفة في القطاع الحكومي، تجربة غير مشجعة في رمضان الماضي حينما حاولت المواءمة بين العمل وواجبات المنزل، ما تسبب لها بالإرهاق وسوء التنسيق بين المنزل والوظيفة والتسوق. هذا العام تقدمت بطلب إجازة تبدأ في أول أسبوع من رمضان، «من المستحيل أن أعمل في رمضان، فيكفيني ما عانيته في رمضان الماضي، ليس فقط بالتقصير في إعداد سفرة عائلتي بل حتى في صلاة التراويح والتسوق لأبنائي، فالعمل سرق مني الوقت والجهد». وأشارت داليا الجهني (موظفة في القطاع الخاص) إلى أنها تكون على خط مباشر مع العاملة المنزلية وهي في العمل، «أطلب منها أن تخرج اللحمة وتجهز ما أحتاج إليه حتى قدومي للمنزل، ولا أستطيع طلب إجازة في رمضان لأني استغلها في الصيف للسفر». تلك الحال تنسحب على وصال أحمد، التي تعمل في أحد المحال التجارية، فهي تقول أن رصيدها لا يسمح لها بطلب إجازة في رمضان، «ما يجعلني أذهب إلى العمل على مضض، فالدوام في رمضان مرهق ومتعب جداً، ومن المستحيل أن أعود إلى المطبخ مباشرة، فالوقت لا يسمح بذلك». وأوضحت أنها تتوجه بعد خروجها من العمل إلى أقرب مطعم لتشتري منه ما يكفيها وأطفالها للإفطار، فيما يتكفل زوجها في بعض الأحيان بجلب وجبة الإفطار من منزل والدته. ولا تجد هيام أبو راشد أية مشكلة في المواءمة بين واجبات عملها ومنزلها، عامدة مع زميلاتها إلى حيل أخرى، «اتفقت مع زميلاتي في العمل بعيداً عن أعين الإدارة على الخروج مبكراً وفق جدول منسق بيننا، وفي كل يوم تستطيع إحدانا الوصول إلى المنزل في وقت مبكر لإعداد الفطور والاعتناء بالأطفال». وأوضحت أم لمى أن زوجها معتاد على طلب إجازته السنوية في شهر رمضان، ما اضطرها في المقابل لطلب إجازتها في نفس التوقيت، «فهو من يقوم بإيصالي إلى الدوام، ويرفض أن يستيقظ أثناء إجازته من أجل عملها».