هناك العديد من الأمهات اللاتي ينشغلن في نهار رمضان عن أطفالهن بمجرد دخولهن المطبخ بحجة إعداد طعام الفطور، لتجد الطفل وحيدًا لاهيًا بمفرده لا يجد اهتمامًا من أسرته. تقول السيدة أم ريما: أجد صعوبة في رمضان بين التوفيق بالجلوس مع أبنائي وعملي وبين المطبخ فعند عودتي من عملي أتوجه مباشرة إلى المطبخ لإعداد طعام الفطور والذي يستغرق جل وقتي لا اخرج منه سوى قبل الإفطار بدقائق. وتواجه السيدة منى القرني المشكلة ذاتها، فتقول: خلال رمضان لا أجد متسعًا من الوقت للجلوس مع أبنائي حيث احرص سنويًا على اخذ إجازة في رمضان للقدرة على دخول المطبخ بأريحية، ففي النهار أصبح منشغلة بإعداد الطعام واترك مسؤولية أبنائي للخادمة أو والدهم وبعد الإفطار اذهب للراحة إلى أن يحين وقت العشاء وبعدها أصلي التراويح ثم أحاول جاهدة الجلوس مع صغاري أو الذهاب للسوق. وتقول مريم الحارثي: إن إهمال الأطفال في رمضان سببه شعور العديد من الأمهات “بالطفش” أو الإرهاق من الأعباء التي يحملوها أنفسهم وعدم الرغبة بالقيام بالواجبات تجاه أطفالهم لأنهم يعتقدون طالما الصغار غير صائمين سيتدبرون أمرهم لوحدهم دون مساعدة منهم ويحدث الإهمال وتضيف: هذا ما كنت افعله في السابق لكن اليوم احرص على أن تجلب ابنتي حفيدتي لدي بحكم سكنها معي بنفس المنزل. وترى الباحثة الاجتماعية آلاء محمد أن كثيرًا من الأمهات يشتكين من إهمال أطفالهن خلال شهر رمضان الكريم بحجة انشغالهن بالمطبخ والإرهاق المصاحب للوقفة الطويلة في إعداد الطعام إضافة إلى الإرهاق المصاحب للصوم، لنجد أن هؤلاء الأطفال يفتقدون إلى أشياء عديدة كانوا متعودين عليها من أسرهم، مثل: الاهتمام والدلال وتنفيذ الطلبات وإعداد الطعام لهم، فالأم لا تلقي بالًا لأشغالها وقد تهمل في بعض الأحيان إعداد وجبات صغارها وتعتمد في إطعامهم في النهار على ما تبقى من وجبات الأمس. وتشير آلاء الى أن السبب وراء ذلك الإهمال غير المتعمد ناتج عن تغيرات في نفسيات الأمهات بمجرد صيامهم لتنعدم عندهم الرغبة بالقيام بأي عمل يخص الأطفال فيتركوهم؛ ليعتمدوا على أنفسهم، وقالت: خلال ساعة الإفطار هناك الكثير من الأسر تمنع الأطفال من الاقتراب على مائدة الصائمين إلا بعدما ينفضوا من حولها فيسارع الصغار إلى الجلوس عليها لعل وعسى أن يجدوا فيها ما يشبع رغبتهم من “طعام الصائمين”.