خلافاً للأعوام الماضية تفرغت منيرة تماماً للمطبخ، في نهار رمضان، خصوصاً أنها معلمة وتتمتع حالياً بإجازة سنوية، على رغم وجود عاملة منزلية في بيتها إلا أنها تحرص على إعداد الأطعمة بنفسها. تقول: «رمضان شهر العبادة، لذا تجدني احتسب حتى عملي بالمطبخ لعمل أصناف الأكل المعهودة في رمضان، ومن وقت صلاة العشاء أتفرغ للعبادة، ونادراً ما أخرج من منزلي». وتتفق معها أم بدر بفارق أن التفرغ للعبادة يبدأ عندها من وقت الضحى، تقول: «أستيقظ قبل صلاة الظهر لأصلي الضحى واجلس على سجادتي حتى الظهر بعدها أبدأ ذهاباً وإياباً للمطبخ، وحين العشاء أعود للتفرغ للعبادة وتلاوة القرآن وحين أنتهي أبدأ رياضة المشي واجمع معها الذكر والتسبيح». وتؤكد ام فجر أن رمضان فرصة لتجديد العهد مع المطبخ وكتب الطبخ، «واستعراض مهارتي في إعداد الأطباق الجديدة أمام أهلي وزوجي وضيوفه، وعند المساء تتسمر ام فجر كغيرها أمام التلفزيون لمشاهدة المسلسلات الرمضانية». اما هيفاء احمد الموظفة في بنك بجدة، فتستعين بعاملتها المنزلية في إعداد وجبات الفطور، خصوصاً أنها تعود إلى المنزل عند الساعة الرابعة عصراً وهو وقت متأخر نوعاً ما، فلا تستطيع خلاله عمل كل الوجبات. وتوضح أنها تضطر أحياناً إلى التوقف عند احد المطاعم لشراء بعض المأكولات الرمضانية، خصوصاً في الأيام التي تشعر فيها بالتعب والإنهاك من ساعات العمل والصيام. فيما تفضل ليلى إبراهيم الموظفة في أحد القطاعات الأهلية برمجة شهر رمضان المبارك ليكون وقت إجازتها السنوية لتتفرغ للعائلة ومتطلباتها في هذا الشهر إلى جانب العبادة التي تتطلب وقتاً إضافياً، تقول: «رمضان شهر العائلة بامتياز ولا مجال لمواصلة العمل فيه وأفضل دائماً أن احصل على إجازة للتفرغ لهم، فهم يحتاجون إليّ في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى». ولأن رمضان شهر العبادة في المقام الأول، فتحرص لبنى حسن «ربة منزل» على أن تخصص جزءاً وقتها لقراءة القرآن وتحرص على حضور صلاة التراويح في جماعة المسجد، فيما تفضل قضاء رمضان مع أهلها في مكةالمكرمة، «أشعر بروحانية الشهر بشكل أكبر في مكة، واعتدت على ذلك منذ أن كنت صغيرة». فيما أكدت الاختصاصية الاجتماعية الطبية منال الصومالي ل«الحياة» أن الإلزامية في وقت تناول الوجبات في رمضان من أكثر الروابط من الناحية الاجتماعية التي تزيد العلاقة والارتباط. وقالت: «يظهر التواصل في هذا الشهر كما انه يجبر أفراد الأسرة على الاجتماع وقت الفطور وهذه ميزة بحد ذاتها تجد الناس في الأيام العادية كل في واد نادراً ما يجتمع احدهم، هذا بخلاف الروحانية التي يشعر بها الإنسان، موضحة أن طبيعة الالتزام بالوقت هي التي تفرض الزيارات والتماسك».