أعاد الاعتداء الإرهابي على مركز سويف بعرعر إلى الذاكرة أحداثاً مماثلة استهدفت حدود المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، وكلها وإن تعددت الجهات التي تقف وراءها أثبتت يقظة حماة الوطن في التصدي لأي محاولة للعبث بأمنه واستقراره. البداية من نوفمبر عام الفين وتسعة حين حاولت عناصر من جماعة الحوثي التسلل إلى داخل المملكة عبر جبل دخان عند قرية الخوبة التابعة لمنطقة جازان وعندها استطاع رجال حرس الحدود السعودي التصدي لهم ببسالة، وتأخير توغلهم حتى وصول التعزيزات العسكرية التي جاءت من مختلف مناطق البلاد لطرد الحوثيين وتأمين الحد الجنوبي أمام أطماعهم. بعد ذلك بسنوات وبالتحديد في شهر رمضان المبارك المصادف لشهر يوليو من العام الماضي هاجم مسلحون من القاعدة منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن، ومرة أخرى كان لرجال حرس الحدود موقف بطولي آخر ساهم في إفشال مخططاتهم بالتعاون مع بقية قطاعات وزارة الداخلية الأمنية. وقبل أيام جدد رجال الحرس بمختلف رتبهم العسكرية مواقفهم الشجاعة على حدودنا الشمالية عندما وقفوا بالمرصاد لعناصر تنظيم داعش الذي واجهته المملكة كما فعلت بالقاعدة داخل وخارج الحدود. وما قبل وبين تلك الأحداث تعددت محاولات الحوثيين، والقاعدة، وداعش ومن يقف وراءهم لفتح جبهة مواجهة مع أرض الحرمين وقبلة المسلمين من خلال التطاول على أسوارنا العالية التي ظلت وستزال عصية -رغم غدرهم ومكرهم- برعاية الله ثم بيقظة رجال حرس الحدود البواسل الذين افتدوا تراب المملكة بدمائهم الزكية. هؤلاء الرجال الذين لا تخلو من قرابتهم أسرة سعودية، يشرفني شخصياً أن أكون أخاً لاثنين منهم، العريف حسين في مركز العارضة على الحد الجنوبي، والعريف ماطر في عاصمة الحدود الشماليةعرعر، فلهما ولكل الشرفاء من هذا القطاع الأمني الغالي خالص الشكر والتقدير باسم الملايين من أبناء الوطن الذين يحيّون فيهم دورهم في الذود عن حدودنا من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. في الأخير.. خالص العزاء لأسرة شهداء مركز سويف: العميد البلوي، والعريف حلوي، والجندي نجمي، والتمنيات القلبية بالشفاء العاجل للعقيد العنزي والجندي مقري، ولا أنسى في الختام أن أذكّرهم بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" فطوبى لكم.