تعد قضية توطين الوظائف من أهم القضايا التي تمتلك مساحة كبيرة في غالبية منشآت ومؤسسات الدولة حتى أصبحت خيارا استراتيجيا لكافة القطاعات في المملكة، من خلال توفير فرص وظيفية للمواطن كي يحتل أفضل المواقع وفقا لخبراته وامكاناته، وقد سعت بعض الشركات الكبرى إلى ابتكار وسائل وأدوات تسهم في تأهيل وتدريب المواطن لأفضل المهارات التي تجعله مناسبا للموقع الذي تأهل له، وتحولت هذه القضية إلى أحد أهم أولويات المؤسسات والشركات الكبرى في المملكة. وقد استوقفتني بعض المفردات التي تناولها الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات عندما تحدث عن قضية توطين الوظائف عندما قال إنها عبارة عن مثلث يتكون من: استحداث الوظيفة والتدريب وجدية الموظف. إذ لاتكتمل عملية التوطين بدون الجدية من جانب الشباب السعودي، وهذا المثلث إن تكامل بصورة جيدة سترى نماذج وطنية تقود الأعمال في المملكة بصورة محترفة ستسهم في تولي موقع مهمة جدا في المؤسسات والشركات. وقال إن التوطين مسؤولية مجتمعية وليست مسؤولية جهة أو شركة فحسب مؤكدأ أن الأولوية الأولى للمواقع الوظيفية في كافة المستويات هي للمواطن، ولقد بذلت بعض الشركات جهدا كبيرا في سبيل تأهيل المواطن السعودي ليتولى المواقع على كافة المستويات حيث قامت بعض الشركات بتأسيس معاهد للتدريب والتأهيل في التخصصات التي تناسب أنشطتها بهدف ضخ المزيد من الشباب السعودي للعمل في هذه الشركات. إن هذا الجهد الذي تبذله الشركات وضخ ملايين الريالات بهدف توفير بيئة تأهيلية وتدريبية للشباب السعودي يكون كادرا وطنيا بقدرات وإمكانات عالية الكفاءة تتوافق مع احتياجات سوق العمل تجعل على الشباب مسؤولية كبرى في اهمية استثمار هذا النوع من الدعم التدريبي المجاني الذي توفره بعض الشركات. هذه الرؤية تجعلنا نتفاءل بأن القائمين على بعض الشركات الوطنية يضعون نصب أعينهم الشباب السعودي ويؤمنون بدوره كأحد عناصر التنمية والاستقرار في المملكة، وعلينا أن نقوم نحن كمجتمع بدورنا في تشجيع الشباب على التفاعل مع المبادرات والرؤى الوطنية التي تقودها بعض المؤسسات المحلية.