نظّمت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثّلةً بمركز تنمية الموارد البشرية السياحية الوطنية “ تكامل” ورشة عمل تناولت التحديات التي تواجه التدريب والتوظيف في القطاع السياحي، وذلك في مبنى فندق “الفيصلية”، بمشاركة عددٍ من شركاء الهيئة الاستراتيجيين في عملية توطين الوظائف السياحية من القطاعين الحكومي والخاص. وبحث المشاركون العديد من الاقتراحات والحلول التي من شأنها الحد من معوقات التوظيف والتدريب، بهدف توفير المزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين في قطاع السياحة، ومن بين هذه المعوقات والتحدّيات عدم توفّر جهات التدريب والتعليم الكافية في القطاع السياحي، وندرة المدربين المتخصصين وارتفاع أجورهم، وصعوبة استقطاب المتدربين، بالإضافة إلى عدم جدية بعض الشركات في عملية توطين الوظائف، وبالتالي ضعف الحوافز المالية والمعنوية المقدّمة في ظل ندرة الكفاءات الوطنية المؤهلة. وأوضح المدير العام للمشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل» في الهيئة الدكتور عبدالله الوشيل أنّ الورشة ركّزت على مناقشة وجهات نظر جهات التوظيف والباحثين عن العمل، ومؤسسات التعليم والتدريب، والجهات المموّلة لبرامج التدريب، مؤكّداً أن قطاع السياحة من أكبر القطاعات الاقتصادية توفيراً للفرص الوظيفية، إذ يُمثل العاملين فيه حوالي (8%) من اجمالي قوة العمل بالمملكة، ويحتل الترتيب الثاني ما بين القطاعات الاقتصادية الأكثر تحقيقاً لنسب السعودة، حيث يعمل في القطاع السياحي أكثر من (170,000) سعودي، يمثلون ما نسبته (26.4%) من إجمالي العاملين. وأضاف الوشيل أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل مع شركائها على توفير فرص التدريب والتوظيف للمواطنين في مقار إقامتهم، وتوفير فرص العيش الكريم لهم تماشياً مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، والمتابعة الدقيقة من قبل سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، والذي يَعتبر توفير الفرص الوظيفية للمواطنين من أولى أولويات الهيئة. كما شارك في الورشة ممثلين عن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وجامعة المك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود وبعض المعاهد الأهلية المتخصّصة وعدد من كبار شركات قطاع الإيواء، حيث اعتبر الدكتور خالد باسلامة مدير عام الموارد البشرية بفنادق “روز وورد” (الفيصلية) بالمملكة، أن القطاع الخاص هو العمود الفقري لتوطين الوظائف لذلك فإنه بحاجة إلى مزيدٍ من الدعم من قبل الدولة لاعتماد الخطط المنشودة في تدريب السعوديين، وخصوصاً في الشركات العالمية المتواجدة في المملكة، مضيفاً أنه لا بد من القيام بحملة توعية وطنية بهدف بناء التقبّل والاحترام لكافة المهن والوظائف المتوفّرة بكثرة في القطاع السياحي وتنتظر الشباب للعمل فيها، مشدداً على أهمية استحضار الهدف الاستراتيجي ألا وهو توطين المهن والوظائف في المملكة، عبر مراجعة جميع العوائق التي تواجه القطاع الخاص، وتقديم بعض الاستثناءات في بعض الأنظمة واللوائح لتحقيق هدف التوطين. من جهته أكّد الأستاذ أيمن مدكور مدير التدريب وتنمية الموارد البشرية في فنادق الهيلتون العالمية بالمملكة أن القطاع السياحي هو من القطاعات الكثيفة العمالة، وبالتالي هناك فرص عمل كبيرة وكثيرة للمواطنين، مشيراً إلى أن إدارة فنادق “الهيلتون” تعمل بشكل دائم على توفير البرامج التدريبية، وبرامج اللغة الانكليزية، ومهارات الاتصال والضيافة للمتدربين بهدف تنمية الكوادر في المملكة. وأضاف مدكور أنّ لدى فنادق “الهيلتون” عدداً كبيراً من مديري الإدارات من المواطنين السعوديين، والذين نعتبرهم قدوةٌ للشباب الذي يرغب بالعمل ضمن مجالات الفندقة، مشيداً في الوقت نفسه بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في توطين الوظائف من خلال جمع الجهات المسؤولة، وإتاحة الفرصة لبناء الآراء، والخروج بتوصيات هامة تعمل على حل جميع التحديات الموجودة في سوق العمل السياحي.