تدور محاور حلقة "البينة" لهذا الأسبوع، والتي تأتيكم اليوم الخميس حول زواج القاصرات"، وهو الموضوع الذي بات مادة أثيرة تلوكها المؤسسات الغربية من خلال منابرها الإعلامية ومنظماتها الحقوقية، وانتقلت عدوى بحثه وتسليط الضوء عليه إلى أمتنا تقليدا من المغلوب لغالبه، وانتهى الأمر ببعض الدول الإسلامية لسن قوانين ترفع من سن زواج الفتيات. مَنْ لا يرون غضاضة في الأمر، يقولون بأن الله أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين أباح الزواج بالصغيرة إذا كانت راشدة ناضجة. وهم في نفس الوقت يعتبرون أن الهدف الحقيقي للغرب من التركيز على هذه المسألة هو الطعن في الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم. ويقلبون للغرب ظهر المجن فيهاجمون الهمجية التي انتهى إليها بممارسة أطفال المدارس للجنس وحمل الطالبات وهن بنات تسع سنين سفاحاً، وينتهى الأمر بإزهاق ملايين الأنفس بالإجهاض، فكيف يعيّر الغرب الغارق في الزنا والشذوذ وقتل الأجنة، أمة محمد التي تريد لأبنائها وبناتها الطهارة والفضيلة!! ولا يبرىء مؤيدو زواج القاصرات ساحة أبناء جلدتنا ممن تلقفوا مقولات الغرب ولفّوا لفهم في المطالبة بتجريم تزويج القاصرات، سواء مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات حقوق المرأة، ووسائل الإعلام التي جعلت من المرأة سلعة، ويتهمونهم بأنهم أصحاب أجندات مشبوهة تستهدف سلخ الأمة عن دينها. يقول المعارضون لهذه الزيجات لمن يتهمونهم: على رسلكم، فنحن نتكىء في اعتراضنا على ما تقرر في نصوص الشريعة من حماية المرأة وصيانتها واحترام آدميتها وعدم تحمليها ما لا تطيقه وكل هذا متحقق في تزويج البنت وهي قاصرة، فلا هي قادرة على حماية نفسها من بطش الزوج ولا هي مؤهلة للحياة الزوجية ولا طاقة لها على تحمل مسؤولية المنزل وتربية الأولاد وحسن توجيههم، ولو أضفنا إلى ذلك التطبيقات المأساوية التي برزت في الآونة الأخيرة والتي كشفت مدى الظلم الذي تتعرض له القاصرة إذا تزوجها مسن أو رجل يكبرها بعقدين أو ثلاثة لاتضح أننا لا نتعمد إلغاء الشريعة أو مصادمتها بل إن نريد إلا الإصلاح، وأن نضبط المسألة بضوابط الشريعة التي تحرّم ما هو مباح إذا زاد ضرره على نفعه. من وحي مرافعة الفريقين عن وجهته التي سلكها، يطرح الدكتور عبدالله هضبان الحارثي أسئلة كثيرة تجمع ما تشعّب من القضية، وتطرح كل وجهات النظر، وتفرّق بين قدسية النصوص وسوء تطبيق النفوس، ولا تسكت عمّن يهاجمون الدين بسبب أخطاء أتباعه. ضيوف الحلقة هما الدكتور حسن بن محمد سفر، استاذ السياسة الشرعية والأنظمة بجامعة الملك عبدالعزيز وهو محكّم معتمد بوزارة العدل وعضوٌ في مجمع الفقه الإسلامي، والدكتور غازي بن عبدالعزيز الشمري، رئيس التكافل الأسري بإمارة الشرقية، وإمام وخطيب ومأذون الأنكحة الشرعية. هذه الحلقة من برنامج "البينة" تُبث الخميس الساعة 22:30 (مكة) -19:30 (GMT) وتعاد الجمعة 13:00 (مكة) - 10:00 (GMT)