تدخل الحلقة القادمة من برنامج \"البينة\" والتي تأتيكم يوم الخميس الموافق للتاسع والعشرين من ابريل من قضية قيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية، وهي قضية شائكة ووثيقة الصلة بالمرأة المسلمة واختلاطها بالرجال، يشتعل النقاش فيها أحياناً، ويخفت أخرى ترقبا من المؤيدين لتشريع يسمح للمرأة بقيادة السيارات مسكتاً أصوات المعارضين. بين المؤيدين لقيادة المرأة للسيارة والجوانب التي يرونها بحسب رأيهم تنطلق من عالم الضرورة، وبين المعارضين الذين ينظرون لدوافع خصومهم كترفٍ يعرّض المرأة لمواقف حرجة هي في غنى عنها. فهل قيادة المرأة للسيارة ترف أم ضرورة؟ ما المانع من قيادة المرأة للسيارة بضوابط شرعية وقد عرف عن المرأة في صدر الإسلام وخير قرونه أنها كانت تركب الهودج؟ ولماذا يشدد البعض في هذه المسألة إذا كان ثمة مندوحة شرعية تبيح للمرأة قيادة السيارة، وتنفرد المملكة في العالم كله بتضييق أمر واسع مقبول شرعا وعرفا في دول خليجية مجاورة؟ وألا يُعتبر البديل لقيادة المرأة للسيارة والمتمثل بوجود سائق غريب في المنزل، أو ركوبها مع رجل أجنبي عند ركوب \"التاكسي\" كالمستجير من الرمضاء بالنار؟ ومعروف لدى الجميع القصص المفجعة التي نسمعها بين الفنية والأخرى عن اغتصاب سائق لفتاه أو استدراج بريئة مغفلة للفاحشة دون أن يقيم السائق وزناً لكرامة وسمعة الأسرة التي أكرمته وآوته ووثقت به. وقل مثل ذلك عن قصص خطف الفتيات من قبل سائقي الأجرة!! هذا فضلا عن الاستنزاف الاقتصادي والأموال الطائلة التي تتسرب خارج المملكة على شكل رواتب ومكافآت للسائقين. يقول المعارضون: لماذا يتعامى من ترتفع أصواتهم بالسماح للمرأة بقيادة السيارات عن محدودية قدرتها الذهنية والجسدية في مواجهة المواقف الصعبة والحرجة التي قد تعترضها أثناء قيادة السيارة؟ ولماذا يريد المؤيدون تجاوز الشرع الذي يحرّم على المرأة مزاحمة الرجال في الأسواق والطرقات وأن الأصل الشرعي قرارها في بيتها مصونة محجبة بعيدة عن الاختلاط ومواطن الريب. وهل الضرورة يؤطرها الشرع أم تحددها أهواء الناس؟ وما هي الضوابط التي ينادي بها المطالبون بالقيادة ، ومن يسهر على تنفيذها. وهل يعقل أن نزج بالمرأة فيما فيه فتنة وضرر لأن الرجل قد تخلى عن القيام بمسؤوليته الأسرية، وأوكلها إلى سائق تتكشف عليه نساؤه. إن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر في منظومتنا الاجتماعية لضمان إعادة الرجل إلى أسرته بدلاً من جعل أمرها إلى الخدم والسائقين؟ وليس الحل في الزج بها في ويلات ومفاجئات الطرق. ومن الناحية الاقتصادية ألا يترتب على قيادة المرأة للسيارات أعباء مالية كبيرة على الأسرة وتسريب الأموال خارج البلاد، فللزوجة سيارة وللابنة سيارة. شاهدوا هذا السجال الكبير واستمعوا لوجهات النظر المختلفة حول هذا الموضوع في برنامجكم البينة الذي يُبث يوم الخميس الساعة 22:30 (مكة)-19:30 (GMT)، ويعاد الجمعة 13:00 (مكة) - 10:00 (GMT)