اعتبر رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري أن مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" لم تعد المهمة الرئيسة ل"حزب الله" بعد إصراره على إقحام نفسه في الأزمة السورية، وتدخله العسكري المباشر لدعم نظام بشار الأسد. وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الحريري قد استغرب في بيان له اليوم الخميس موقف الحكومة المتفرج على ما يقوم به الحزب من شن هجمات ضد الجيش السوري الحر من داخل لبنان وداخل سوريا أيضًا. وتساءل الحريري عما يفعله "حزب الله" على الجبهة مع سوريا، ومن الذي فوَّضه للدفاع عن الحدود اللبنانية مع فرضية وقف هجمات مسلحين سوريين. وشدد رئيس الوزراء الأسبق على خطورة ما يحدث على الحدود اللبنانية السورية، وأن أخطر ما فيه أن الدولة اللبنانية تمارس من خلاله فعل الغياب عن الوعي وتسلم زمام التفريط بالأمن الوطني ل"حزب الله". وختم الحريري قائلاً: "إذا كانت إيران تعمل ليل نهار لإنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط، وهي تكلف "حزب الله" بتولي الجانب المتعلق بالجبهة مع محافظة حمص، فإن لبنان لن يقبل بأن يتحول إلى ساحة لتحقيق هذه المهمة، والحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية الصمت عن هذا الاستهتار المريع بالاستقرار الوطني". وكانت مصادر لبنانية مطلعة قد كشفت في وقت سابق لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء عن أن "حزب الله" اللبناني أعلن التعبئة بين صفوف عناصره في ثماني قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا؛ إثر هجوم "دموي" شنته "جبهة النصرة" السورية على دورية للحزب. كما ينصب "حزب الله" - بحسب المصادر - "عددًا من المدافع والصواريخ في هذه القرى، وهي صواريخ كانت موجودة في هذه القرى قبل اندلاع الثورة في سوريا" في مارس 2011؛ للمطالبة بإنهاء 42 عامًا من حكم عائلة الأسد. ومؤخرًا، اشتعلت مناطق وقرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا، مع إعلان "الجيش الحر" مقتل عدد من عناصر "حزب الله" في اشتباكات بريف منطقة القصير السورية الأحد الماضي. يشار إلى أن "حزب الله" الشيعي يدعم وبقوة النظام السوري العلوي بزعامة بشار الأسد، وقد تورَّط بجانب الحرس الثوري الإيراني في القتال على أرض سوريا ضد الجيش السوري الحر.