هدد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس أمس الأربعاء بقصف مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية متهماً الحزب بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين في سوريا. وحدد مهلة للحزب تنتهي اليوم الخميس للتوقف عن عمليات القصف. فيما كشفت مصادر لبنانية مطلعة أن حزب الله اللبناني أعلن التعبئة بين صفوف عناصره في 8 قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا، إثر هجوم دموي شنته جبهة النصرة السورية على دورية للحزب.. بينما وافق مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على تمديد مهمته ستة أشهر على الأقل. وقال إدريس إن «حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الأسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص ولدينا اثباتات على ذلك، لكنه في الأسبوع الحالي والأيام الماضية بدأ بنغمة جديدة وهي قصف القرى السورية من الأراضي اللبنانية». وأضاف أن الحزب الشيعي «يستخدم الأراضي اللبنانية لقصف الأراضي السورية ومواقع الجيش الحر، هذا هو المتغير الجديد في نشاط حزب الله وفي دخوله على ملف الأزمة السورية». وتابع «إذا لم يتوقف قصف الجيش الحر وقصف قرانا من الأراضي اللبنانية، فإننا أمام العالم، نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، إننا سنرد على مصادر النيران، أي طلقات باتجاه القرى الحدودية السورية من الأراضي اللبنانية سنرد عليها، بإذن الله». وقال إدريس إن الجيش الحر طلب «من المسؤولين اللبنانيين، من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ومن رئيس الوزراء (نجيب ميقاتي) أن يتدخلوا لوقف هذا العمل»، مشيرًا إلى أنه لم يسمع أي رد، أو رد فعل، ومتمنيا على المسؤولين اللبنانيين «ان يكونوا على قدر المسؤولية». وأضاف إن «حزب الله ينتهك سيادة لبنان عندما يقصف القرى السورية من الأراضي اللبناني وينتهك سيادة الأراضي السورية، هذا العمل غير مبرر قانونيًا ومرفوض في الشرائع الدولية والقانون الدولي وحسن الجوار». من جهتها، كشفت مصادر لبنانية مطلعة أن حزب الله اللبناني أعلن التعبئة بين صفوف عناصره في 8 قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا، إثر هجوم دموي شنته جبهة النصرة السورية على دورية للحزب. وأضافت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، «حزب الله كان قد اتفق مع الجيش السوري الحر عبر اتصالات مباشرة، على تحييد هذه المناطق والقرى المتداخلة عن القتال الدائر في سوريا بين القوات النظامية والمعارضة». وشن 13 عنصراً من جبهة النصرة الإسلامية هجوما على دورية لحزب الله في قرية زيتا، ما أودى بحياة 3 عناصر من الحزب، وفقا للمصادر. وينصب حزب الله، بحسب المصادر، «عددًا من المدافع والصواريخ في هذه القرى، وهي صواريخ كانت موجودة في هذه القرى قبل اندلاع الثورة في سوريا». ميدانياً، قتل 20 شخصا أمس في غارة جوية شنتها طائرة حربية على بلدة حمورية في ريف دمشق، فيما سقطت في المنطقة نفسها بعد وقت قصير مقاتلة بنيران مقاتلين معارضين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان «ارتفع إلى 20 عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف بالطيران الحربي على بلدة حمورية في ريف دمشق». وبعد أقل من ساعة على الغارة، أسقط مقاتلون معارضون للنظام بنيران أسلحة رشاشة ثقيلة طائرة حربية كانت تقصف مناطق في الغوطة الشرقية. ولليوم الثاني على التوالي، تعرضت مناطق في دمشق بعيدة نسبيا عن أعمال العنف، لسقوط قذائف، إذ قتل لاعب كرة قدم سوري وأصيب 4 آخرون بجروح لدى سقوط قذيفتي هاون على مدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة في وسط العاصمة. وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس 107 اشخاص بينهم 45 مدنيا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.