صحافة الإنترنت! الزميل العزيز صالح الشيحي تطرق قبل يومين للصحافة الإلكترونية ففتح شهيتي لموضوع طالما رغبت في طرقه، وهو هل نملك صحافة إلكترونية؟! وهل هي قادرة فعلا على منافسة الصحافة الورقية أو كتابة شهادة وفاتها، كما ألمح قبل أسابيع زميلنا الأستاذ خالد المالك في لقاء إعلامي؟! لا شك أن هناك مشاريع إعلامية إلكترونية سعودية فرضت وجودها على الساحة واستقطبت قطاعا واسعا من القراء، لكن هناك أيضا مواقع إخبارية تعتمد سياسة القص واللصق مما تسرقه من فضاء الانترنت وملاحقة الأخبار الفضائحية، كما أن بعض الصحف الإلكترونية ليست أكثر من أقنعة لوكالات دعائية تخدم مصالحها قبل أن تكون أهدافها إعلامية مستقلة، مما يجعلني أسأل: هل نحن بالفعل أمام صحافة إلكترونية بالمفهوم الإعلامي المهني؟!. الواقع أن أغلب الصحف الإلكترونية لا تملك محررين متفرغين ولا شبكات مراسلين تستمد منهم أخبارها، مما يجعلنا نتساءل عن مصادر أخبار ومواد هذه الصحف، مما يؤكد ما يتردد عن أنها تعتمد في الغالب على مصدرين للحصول على أخبارها، إما تعاون محرري التنفيذ في الصحف الورقية ليمدوها بالأخبار المسروقة قبل النشر، أو التقاط ما تبثه خدمات جوالات الصحف والانطلاق منها لمتابعة الأخبار وتغطيتها!! أما السؤال الأهم، هل تستطيع الصحف الإلكترونية منافسة الصحف الورقية وكتابة شهادة وفاتها؟! الجواب بكل تأكيد مرتبط بقدرتها على المزاحمة على كعكة الإعلان، ومادامت عاجزة عن ذلك فستبقى مجرد صدى للصحافة الورقية تنافسها على عامل الوقت فحسب، وهو ما يمكن للصحف الورقية أن تهزمها فيه لو فعلت مواقعها الإلكترونية!! خالد السليمان