•أصبحت الأخبار الآن تبث على الهواء مباشرة أو بعد ذلك بدقيقة واحدة في الصحف الالكترونية وبالصوت والصورة ان لزم الامر..وهذا ما اصبحت تنشره مواقع الصحف الورقية الكبرى على مواقعها الالكترونية . •لقد أصبح عدد زوار مواقع الصحف الغربية في الانترنت يزيد على اعداد النسخ المطبوعة وهو ما سيحدث عندنا بعد سنوات قليلة. •وللصحافة الالكترونية سرعة آنية وقدرة تفاعلية، في التعليق والردود على الاخبار والاراء مع الاعتماد على الوسائط الإعلامية، وتواجدها في كافة الدول البعيدة والقارات بضغطة زر مع اختفاء مقص الرقيب الذي يصيب الكاتب في مقتل ، ناهيك عن كلفتها الزهيدة حيث لا حاجة لورق ولا حبر ولا مبان ضخمة مع توفير جزء كبير من الاموال التي تصرف على مكائن الطباعة والورق والأحبار التي أضحت تلتهم جزءا كبيرا من رأس المال، إضافة إلى رواتب العاملين ومصروفات الصيانة واستهلاك الكهرباء وأجور التوزيع . •سنوات قليلة وتتضاءل الصحافة الورقية من الاسواق .. ويؤكد ذلك التقرير الذي أصدره معهد مشروع الامتياز للصحافة في الولاياتالمتحدة، وأشار فيه إلى أن الصحافة الورقية تعاني سكرات الموت بسبب مزاحمة الصحافة الإلكترونية التي وجهت ضربات قوية للصحافة الورقية. •يؤكد التقرير ان الصحافة الورقية ستختفي وتتحول الى الكترونية خلال (10 - 15 سنة) بينما كان مايكل روجر المحرر العلمي في صحيفة النيويورك تايمز أكثر تشاؤما حينما قال إن الصحافة الورقية ستصدر آخر أوراقها عام 2017 أي بعد سبع سنوات فقط . •ويعقد الكونغرس الأميركي جلسات استماع غير مسبوقة للحد من انهيار الصحافة الورقية بعد الأزمة الحادة التي اصابت الصحف الأميركية وادت الى اقفال مكاتب المراسلين بالضبة والمفتاح وتوقف عشرات الصحف المحلية عن الإصدار وتقلص الاعتماد على المراسلين والمندوبين بشكل أصبح يمثل مجزرة وظائف. •وقد أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" عن إقفال مكاتبها المحلية في مختلف المدن والإبقاء على مكتبها الرئيسي مع تكليف محرريها بتغطية جميع الأحداث من واشنطن وحدها. وأعلنت إدارة الصحيفة التي تعاني من ضائقة مالية أنها ستقفل ما تبقى من مكاتب محلية لها في مختلف الولايات الأميركية بعد ان تكبّدت في الفصول الثلاثة الأولى من عام 2009 خسائر ب 166.7 مليون دولار وقال اندرو الكسندر ممثل واشنطن بوست: "إن مبيعات العدد الأسبوعي من هذه الصحيفة تراجعت خلال عشر سنوات من 150 ألف نسخة إلى عشرين الفاً، وبالتالي ستتوقف الصحيفة عن إصدارها بحلول نهاية السنة. •وفي بريطانيا تكبدت صحيفة صانداي تايمز خسارة بلغت نحو 25 مليون جنية استرليني وقررت دار النشر الأميركية "كوندي ناست" غلق أربع مجلات تابعة لها هي "كوكي" و"غورمي" و"مودرن برايد" و"ايليغانت برايد" أثر الأزمة الاقتصادية المتصاعدة والانطلاق السريع الذي يحققه الانترنت في خدمة المستخدم أي القارئ الكريم . •لقد بات الناس لا يدفعون مالاً مقابل شراء الصحيفة الورقية، فيما في وسعهم الحصول على ما يريدون مجانا عبر المواقع الالكترونية دون انتظار الصحافة المطبوعة الى اليوم التالي فالاخبار تأتي اولا باول عبر الصحف الالكترونية ومدعمة بالصور الفورية ومقاطع الفيديو وحتى رسوم الكاريكاتير. •قبل عدة سنوات كان الصحفي عندنا بمثابة حارس عمارة فلا يخرج من الاخبار سوى ما يريد وبالشكل الذي يريد اما الان فالخبر اصبح ملكا للجميع من قنوات فضائية وصحف الكترونية ومنتديات جماهير. ولا عزاء للمحتكرين والمضللين. [email protected]