استهل أحمد زهدي الفاتح قرقناوي أمسيته الشعرية المميزة التي استضافتها مكتبة (جسور) في جدة بقصيدة (أصلي وفصلي). تلك المكتبة التي أطلت على المشهد الثقافي السعودي بقوة، من خلال تقديمها لعدد من الأمسيات لأدباء وشعراء وفنانين متميزين، وحفلات توقيع الكتب، وغيرها من الفعاليات الثقافية المتنوعة. فاجأ قرقناوي جمهوره الذي قدم متشوقاً لرؤية تجربة شعرية وفكرية (مختلفة)، نضجت في لبنان، ونالت جائزة سعيد عقل ليكون قرقناوي أول سعودي ينال هذه الجائزة الثقافية المرموقة، بلغته الحيّة النابضة، (متقناً لعبة الرمز في مضامين إنسانيّة شاملة، لعلَّ أهمَّ ما يميِّزها تلك الحركة داخل القصيدة، التي تشدّ المتلقِّي، وتجعله جزءاً لا يتجزّاً من الشاعر، وحالاته النفسيّة، ومحاولاته المستمرَّة للعبور من القديم الجافّ إلى الجديد المتمرِّد). يقول عنه أستاذه في المرحلة الجامعية الأديب والشاعر اللبناني الشهير منصور عيد (تمكّن هذا الشاب الذي يحمل في دمه العربي مزيجا سعوديا لبنانيا، ويحمل في فكره مزيجا عقلانيا، متحررا ومتطورا، ويحمل في روحه مزيجا شفافا من الذوق، والمحبة، والانفتاح، تمكّن من أن يزيل الحاجز التقليدي بين أستاذ وطالب، ويجعلني أردد اسمه بين زملائي الأساتذة، وأقول: عندنا في الجامعة شاب موهوب حقا. وأكدت لهم رأيي، فقرأت بعضا من نماذج شعره، وقد بدأت تظهر في الصحف اللبنانية). برز قرقناوي في بيروت كباحث أكاديمي، استطاع أن يوثق جل التقاليد الموسيقية والفلكلور الخاص بالحجاز، بينما يتطلع إلى مواصلة دراساته ليشمل جميع أنحاء ومناطق الوطن. كما برز كمؤلف موسيقي استطاع بمهارة عالمة من تأليف موسيقى كلاسيكية تقوم في أساسها على الأنظمة الموسيقية العربية عموماً والحجازية خصوصاً، وككاتب وشاعر اتخذ لنفسه نمطاً أدبياً وفكرياً يميزه بهوية خاصة تجعله في مصاف الأدباء الواعدين.