كانت تنتظر .. وكنت ارتقب ابهامها المسكين بين اللآلئ يتألم كانت السماء تمطر.. وكانت هي تتضجر نارا رداء احمر وحذاء اسود وقطعة ذهبية بين الانامل العاجية تمشي قليلا ثم تتوقف واقف بعيدا عنها تتحرى الوقت .. وما كاد الوقت يمضي شفاه ترتجف .. وابهامها يأخذ قسطا من الراحة ليعاود العذاب من جديد تعبت وانا انتظر ... ولم تتعب هي من انتظاره ذلك الرصيف الذي رأيتها تمتضي بجنونها عليه لمحته يتفتت من قطرات المطر فكيف هي وتلك الليلة التي تضج بالصراخ والرعد الصارخ والبرد الصاقع توقفت عن البكاء ولم تتنحَ عن انتظاره على رصيف الأسى يا قلبها .. أما آن الأوان لكي تمضي آلمتها ..وأبكيتها .. أحرقتني حزنا عليها وأحرقتها ارحلي ولا تعودي ...وكسري سجن القيود من كان حبك قد مضي وهل يرحع ماقد مضي بالتأكيد لا ولا تدبي ولا تنحبي...واستجمعي كل القوى وتتفنن في تعزير الهوى لا زالت مسمرة في عمق كبت ذلك الظلام! تركتها ورحلت والدم يهطل من ابهامها الضحية ! ولم أتوصل لأي حل يفك لغز تلك القضية وعندما مررت بالقرب منها وضعت معطفي فوق راسي وتركت شماستي لتحتمي بها ونظرت وليتني لم انظر !! سقط كل شئ جميل في عيني كنت اعرفه وتناثرت الدموع من بين جفوني لم يكن لديها عينان !! وكانت تحسس يدي ! كانت تحسبني هو ! تلك هي غايتي التي كنت أحاربها مطالباً إياها بأن ترحل ولاتنتظر وكانت عمياء تمضي وراء العاطفة فهجرتها ورحلت