عرفت عند استماعي لكلام التائب محمد العوفي على القناة السعودية ان الارهاب قصة معقدة ومتشابكة الجذور تدخل فيها كما قال العوفي مكونات اقليميه وعالميه وضحيتها الاولى شباب سعودي في عمر الورد لم تتضح له الرؤية فوقع في شباك خارجيه لها اهداف متعددة والضحية الثانية هو الوطن الغالي الذين يوجه له ابناؤه دون ان يدرون طعنات من الخلف رغم انه يحميهم ويؤويهم ويوفر لهم الحياة الكريمة والتعليم المجاني مع المكافآت المجزية والتطبيب الراقي المجاني ومستوى معيشة لايتوفر حتى لكثير من الاوروبيين. نعم ان كثيراً من الحقائق تغيب عن الشباب وتغيب كذلك عن اولياء امورهم وتغيب حتى عن المثقفين من ذوي الاطلاع الواسع وما ذلك الا لان قضايا العالم تشابكت واصبحت شديدة التعقيد واختلطت المصالح الاقتصاديه بالاهداف السياسية ولعب الاعلام العالمي دورا هاما في املاء مايريد. ولقد قامت وزارة الداخلية بجهود جبارة ومخلصة في مشروع المناصحة حرصا منها على ابنائها وحماية لمستقبلهم الا ان المعركة ليست سهلة ولها جبهات متعدده احداها جبهة تهريب المخدرات وهو وجه آخر من وجوه الاضرار الموجه لشباب المملكة ويبذل رجال الجمارك ورجال مكافحة المخدرات وحرس الحدود جهودا غير عادية في كشف هذه النشاطات الضارة بالوطن ونقرأ في الصحف عن كشف الكثير من محاولات تهريب المخدرات وعن بذل الكثير من الجنود ارواحهم في سبيل حماية شبابنا من هذه السموم والتي ندرك اخطارها البعيدة وآثارها المدمرة عندما نقرأ تاريخ حرب الافيون بين بريطانيا والصين عام 1888م . وبالاضافة للجهود المبذولة حاليا لحماية الوطن فاننا نحتاج ايضا الى استثمار اموال ضخمة في مسلسلات تلفزيونيه وأفلام سينمائية تبين للشباب بعض الاسرار الخفية لهذه الشباك التي تنصب من حولهم فيعرفونها ويعرفها اولياء امورهم فلا يؤخذون بها على حين غرة. ولا زلت اتذكر مسلسلاً للفنان محمد حمزة كان فيه عظه وموعظه ومعلومات عن تهريب المخدرات لم انسها ابدا الى اليوم. كما ان حلقة طاش التي يغضب فيها الفنان عبدالله السدحان فيوجه ضربة الى راس صاحب البقالة فيموت ويتحول السدحان الى سجين زنزانة ينتظر القصاص كانت مؤثرة الى ابعد الحدود وكلما غضبت تذكرت ذلك المسلسل فانطفأت جمرة غضبي. اننا بحاجة الى استمرار جميع الجهود لحماية الوطن الغالي ولكن علينا ايضا استخدام المسلسلات والافلام فهي وسائل تغني عن الف مقال والف محاضرة والف نصيحة ويمكن لروائي سعودي وما اكثرهم هذه الايام ان يكتب لنا من حصيلة ماتوفر من حقائق واسرار مسلسلة او مسلسلات تكون فيها العظة والموعظة لمئآت الالوف من الشباب الصغار. بل ويمكن ان تكون مشاهدة هذه المسلسلات والافلام جزءا من النشاط المدرسي مع اتاحة الفرصة للطلاب للتعليق وتوجيه الاسئلة واعطاء الدرجات حتى نضمن وصول الرسالة المنشودة الى كل العقول الشابة.