عقدت الجمعية العمومية لاتحاد الاذاعات الاسلامية بشقيها الاذاعي والتلفزيوني اجتماعها الأول أمس برئاسة معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد وبحضور معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي البرفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو وممثلي الدول الأعضاء بالاتحاد وذلك بمقر الأمانة العامة للمنظمة المؤتمر الاسلامي بجدة. وبدأ الاجتماع بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو كلمة رحب فيها بمعالي وزير الثقافة والاعلام والمندوبين المشاركين في الاجتماع . وتحدث عن أهمية الاعلام وأثره في الحياة المعاصرة وفي تكوين الرأي العام والمعرفة مشيرا إلى وضع الأمة الاسلامية وما يستهدفها من حملات وأضاليل وافتراءات غير مسبوقة مما يجعلها في أمس الحاجة إلى من يذود عنها بجدارة ومقدرة ويدفع عنها التهم الباطلة ويبرز الوجه الحقيقي لديننا الحنيف وحضارتنا الاسلامية الزاهرة. وأكد أهمية التصدي لما يتعرض له المسلمون من حملات باطلة وأن تجند لهذا العمل المؤسستان اللتان تعتبران الذراع الاعلامية المتخصصة لمنظمة المؤتمر الاسلامي وهما اتحاد الاذاعات الاسلامية ووكالة الأنباء الاسلامية الدولية. وأشار البرفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو الى الثورة المعلوماتية في مجال الاتصالات والاعلام وخاصة قطاع الاذاعة والتلفزيون التي نجم عنها كم هائل من القنوات الاعلامية والاذاعية عبر العالم موضحا أن هناك قصوراً كبيراً من المؤسسات الاعلامية الاسلامية في مواكبة هذه الطفرة العالمية. وبين أن القمة الاسلامية الاستثنائية الثالثة التي عقدت بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكةالمكرمة أكدت الحاجة الملحة لتطويرعمل المنظمة حيث نص البند السابع من برنامج العمل العشري على تكليف الأمين العام إعداد تقييم للوضع الحالي لوكالة الأنباء الاسلامية واتحاد إذاعات الدول الاسلامية وإدارة الاعلام في الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي ودراسة سبل تفعيل الاعلام وآلياته في إطار منظومة المنظمة وتقديم اقتراحات تعرض على اجتماع وزراء الاعلام للنظر فيها مشيرا إلى أنه تم إقرار الهيكلة الجديدة لوكالة الأنباء الاسلامية الدولية والخطة الاستراتيجية لاتحاد الاذاعات الاسلامية. وتمنى البرفيسور أوغلو للاجتماع التوفيق في اتخاذ القرارات المناسبة التي تحقق أهدافا جديدة للعالم الاسلامي في مجال العمل الاسلامي المشترك بما يذود عن الأمة الاسلامية الهجمات المغرضة ويبرز وجه الاسلام الحقيقي. بعد ذلك القى معالي وزير الثقافة والاعلام كلمة هنأ في مستهلها الأمة الاسلامية وشعب المملكة العربية السعودية بخروج خادم الحرمين الشريفين من المستشفى صباح أمس وقد من الله عليه بالشفاء . وقال معاليه (يشرفني أن ارحب بكم اجمل ترحيب في مدينة جدة ببلدكم الثاني المملكة العربية السعودية بمناسبة انعقاد اجتماعكم الأول لجمعيتكم العامة (لاتحاد إذاعات الدول الاسلامية) بمسماه الجديد بدلا من منظمة إذاعات الدول الاسلامية وبعد ان تمت إعادة هيكلته ورسم أفكار ورؤى حديثة لمنهجه تلك الأفكار والرؤى التي تشكل العمود الفقري لاتحادكم القدير لكي ينطلق بإذن الله انطلاقة المتفائل) . وأضاف معاليه (وأنتم بقدرتكم تدركون مجمل المتغيرات التي حدثت في العقدين السابقين والتي تتمثل بإطراد التطور في مجال الاتصال مما يستدعي استغلال هذا التطور في نشر الأفكار التي تتماشى مع تراثنا العربي والاسلامي) . ومضى معاليه يقول (ستطلعون خلال هذا الاجتماع على الهيكلة الجديدة لهذا الاتحاد وأمامكم نقاط كثيرة مهمة للنقاش من شأنها أن تجعل من (اتحاد الاذاعات الدول الاسلامية) اتحادا يحقق آمال الأمة ويقوم بدوره الفعال بكل جدارة وسيناقش اجتماعكم ضمن جدول أعماله تشكيل مجلس تنفيذي حسب النظام الأساسي للاتحاد). وأردف معاليه يقول: (إن جدول أعمال هذا الاجتماع يتضمن بنودا أخرى تحتاج إلى نقاش مستفيض لتحقيق التعاون المشترك بين مؤسسات الاذاعة والتلفزيون في بلداننا الاسلامية وفي مجال الانتاج والتبادل البرامجي وفي مجالات عدة من شأنها أن تساعد على تقريب شعوبنا وتعزيز روح الاخاء الذي يعتبر من أهم المبادئ السامية لديننا الحنيف وتعزيز الالتزام بقضايا امتنا المصيرية خاصة القضية الفلسطينية وتهدف إلى بلورة الشخصية الثقافية الاسلامية من خلال الاذاعات المختلفة المرئية والمسموعة في الدول الاسلامية الأعضاء حيث إن هذه البنود تعد من الأسس المهمة لانطلاق عمل اتحادنا وبروز نشاطه الواسع على المستويين الاقليمي والدولي). وأكد معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة أن اتحاد الاذاعات الاسلامية مطالب بأن يكون جسر تواصل إعلامى بين الدول الاسلامية من جهة ومع دول العالم من جهة اخرى من حيث ابراز مظاهر التنمية في الدول الاسلامية ونقلها بشكل مهني إعلامي الى العالم ومن ذلك المبادرة التى تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وهى مبادرة الحوار مع الأخر التى أصبحت فيما بعد مبادرة إسلامية ثم أوروبية وأممية ومن واجب الاتحاد ان يبرز مثل هذه المبادرات الخيرة ليعلم العالم أن العالم الاسلامى ينشد السلم والاستقرار الدولى. وأشار معاليه إلى أنه بالرغم من أن الأعضاء في هذا الاتحاد لهم عضوية في اتحادات إذاعية أخرى إقليمية (عربية وآسيوية وافريقية) إلا أن هذا الاتحاد يتميز بكونه يجمع دولا ذات ثقافة اسلامية واحدة ورؤية واحدة وتراث واحد ولذلك فإن الشعوب الاسلامية تعقد على هذا الاتحاد آمالا عريضة . وزاد معاليه يقول (ومن هذا المنطلق فإن حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني تحرص على الدعم المادي والمعنوي لهذا الاتحاد ولكل عمل إعلامي إسلامي مشترك وتساهم بصفة دائمة بالنهوض بكل المؤسسات الاعلامية الاسلامية ماديا ومعنويا وتتشرف باحتضانها لمقر منظمة المؤتمر الاسلامي وإتحاد إذاعات الدول الاسلامية ووكالة الأنباء الاسلامية الدولية) . بعد ذلك عقد الاجتماع جلستة الأولى وتم خلالها اعتماد تقرير معالي رئيس المجلس التنفيذي وتقرير النشاطات للعام 2009م و2010م وإقرار تعيين الأمين العام الجديد زين العابدين ابراهيم من ماليزيا واعتماد إعادة تشكيل المجلس التنفيذي للاتحاد. حضر الاجتماع وكيل وزارة الثقافة والاعلام للشؤون الاعلامية عضو المجلس التنفيذي للاتحاد الدكتور عبدالله الجاسر ووكيل الوزراة المساعد للشؤون الهندسية رئيس اللجنة المنظمة لاجتماع الاتحاد الدكتور مهندس رياض بن كمال نجم . ومن المقرر ان يعقد المجلس خمس جلسات عمل على مدى يومين لبحث ومناقشة عدد من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال ومنها مراجعة الحسابات الختامية لعام 2009م والأنظمة الجديدة للاتحاد ومنها النظام الأساسي والمالي والهيكل التنظيمي ونظام الموظفين ومشروع موازنة عامي 2010م و2011م ومراجعة الحسابات الختامية وتقرير المراجع المالي وموضوع المساهمات والمتأخرات وقائمة الدخل والايرادات والمصروفات والبيانات التحليلية وارصدة الاتحاد وتحديد اسعار صرف للدولار ,وتحديد موعد ومكان الاجتماع القادم للجمعية العامة للاتحاد. عقب ذلك يصدر الاجتماع في ختام جلساته العديد من القرارات والتوصيات .