وصف الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، ما تعيشه مدينة العيون (كبرى مدن الصحراء الغربية) من إقامة مخيم في ضواحي المدينة من قبل السكان، بأنه وضع طبيعي ويندرج في إطار الحريات ودولة القانون، بالتزامن مع رجوع كثير من أبناء المنطقة من مخيمات تندوف في العام الجاري، والذين بلغ عددهم 2000 عائد رجعوا إلى بلدهم وبين ذويهم، موضحاً أن هنالك مطالب بعضها مشروع. وبيّن الوزير المغربي أن السلطات لم تفكك المخيم ولم تشتت من فيه، وذلك في إطار احترامها لهؤلاء الأشخاص ولحقوقهم. وأشار في تصريحات حصرية ل(العربية) لوجود حوار في الوقت الحالي تتابعه الحكومة المغربية، وعبر عن أسفه لتعامل من سماهم (ببعض وسائل الإعلام وبعض الصحافيين الإسبان بالذات) مع قضية مخيم العيون، الذين لم يتعاملوا مع ما جرى بصفة موضوعية ومهنية بل كانوا منحازين بشكل تام وأعطوا للأمر بعداً سياسياً لم يكن له. وأعاد الوزير المغربي التذكير بأن الملك محمد السادس كان قد أعلن في نوفمبر الماضي، عن (مخطط متكامل) لإعادة تركيبة المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، وتخصيص وكالة للتنمية، بالتزامن مع برنامج خاص للتنمية البشرية وللسكن وللصحة في مدن منطقة الصحراء الغربية، وهو ما يجعل المطالب طبيعية والحكومة تستمع لها ولكن مع الأسف هنالك استغلال لهذه القضايا. وشدد الفهري خلال المقابلة على وجود من يحارب الرباط باستراتيجية للتشويش، دون الإجابة عن السؤال المطروح حول المفاوضات، ومن ثم كيف التوصل إلى الحل السياسي. وكشف الوزير عن أن جولة كريستوفر روس مبعوث الأممالمتحدة الخاص المكلف بملف الصحراء الغربية الأخيرة، جاءت بناء على طلب من الملك محمد السادس خلال لقائه في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مشيراً إلى أن جبهة البوليساريو لم تقدم رداً بشأن طلب على تحديد موعد للمفاوضات، ولا على من سيمثلها في التفاوض. وأضاف الوزير أن الرباط تلاحظ أن جبهة البوليساريو تستغل كل ما من شأنه أن يشوش، وهنا تبرز مسؤولية الأطراف الأخرى في هذه المفاوضات، فهنالك جهود بذلت سابقاً، وهناك مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة السابق بيتر فان فالسوم اضطر إلى الاستقالة بعد جولات في المنطقة وبعد جولات من المفاوضات، وهو الذي قال إن الاستقلال مستحيل. وشدد المسؤول المغربي على أن تعامل بلاده مع روس يأتي في إطار مواصلة هذه الجهود فلا يمكن البدء من نقطة الصفر، والرباط مستعدة للاستمرار في المفاوضات سواء في نطاق رسمي أو غير رسمي.