ان الفراق لصعب انه فراق لألقى بعدة الوداع الأخير لأعز الناس لأغلى بشر في حياتي (أمي الحبيبة) فجعت بها صبيحة الثلاثاء 26/2/1429ه عندما تلقيت خبر وفاتها عبر الهاتف وأنا في عملي أصابني الذهول والرجفة والرعشة ولم أستطع أن أقوم من مكاني ولم تحملني عظامي وانهمرت دموعي أمام زملائي وصرت أبكي كالطفل أمي ماتت. ماتت أمي وحاولت وبكل قوة الذهاب الى المستشفى ودخلت عليها وأنا بين مصدق ومكذب لوفاتها ووجدتها ممددة على السرير ووجهها المشرق وكأنها تبتسم وقبلت جبينها وبكيت على صدرها الحنون وأخذوها مني الى ثلاجة الأموات ودعوت ربي أن يغفر لأمي ويرحمها ويجزيها عني خير الجزاء ولن أنسى أمي ما حييت أغلى الحبايب التي حملتني في بطنها تسعة أشهر وتألمت وسهرت وتعبت ومرضت وجاعت من أجلي صليت عليها مع جموع المصلين في المسجد الحرام وحملناها الى مثواها الأخير ونزلت بجسدها في قبرها. أنا ومن معي من أقاربي وأسدلنا التراب على أعز الناس، أغلى بشر في حياتي أمي الحنونة الغالية ودعوت ربي أن يثيبها ويغفر لها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة. أمي التي كانت ليلة البارحة تسامرني وتتحدث معي اليوم تحت التراب. إنه قضاء الله وقدره ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى. وفقدت أمي الغالية وفقدت الشيء الكثير الكثير، تركت فراغاً كبيراً وأصبح البيت مظلماً بعد فراقها عليَّ وعلى أبنائي وأسرتي فقدنا الحب والحنان والعطف والصدق والوفاء والاخلاص والأمانة والابتسامة والصبر والتحمل الذي تعلمته منها وربتني عليه لأنني ابنها الوحيد الذي لم تلد غيري في حياتها وهي ذات الستين عاماً عند وفاتها كانت رحمها الله تحب الصغير والكبير، البعيد والقريب، وكانت محبوبة عند الناس جميعاً رحمها الله ودعت الدنيا الفانية إلى دار القرار.فقد فقدت النصيحة والمشورة والرأي السديد من أمي الحبيبة وقدر الله وما شاء فعل، وكل نفس ذائقة الموت ولا أملك إلا الدعاء إلى الله العلي القدير ان يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته ويجمعنا بها في مقعد صدق عند مليك مقتدر ويغفر لجميع موتى المسلمين إنه جواد كريم.