استغل المئات من سكان العاصمة الصومالية مقديشو الهدوء الحذر الذي يسودها بعد ستة أيام من الاشتباكات المسلحة فخرجوا نازحين من ديارهم بحثا عن أماكن أكثر أمنا وخشية تجدد المواجهات. واستأجر بعض هؤلاء النازحين حافلات صغيرة لنقل ذويهم وما تيسر لهم من أمتعتهم، في حين استخدم آخرون عربات يد لنقل أغراضهم، ونزحت فئة ثالثة سيرا على الأقدام إلى ضواحي مقديشو حيث يوجد الآلاف من النازحين منذ نحو ثلاث سنوات. وتشمل موجة النزوح الجديدة أحياء هودن وهولوداج وورطيجلي جنوبي مقديشو، وحي بونطيري شمالي المدينة، وهي الأحياء التي شهدت مواجهات مسلحة على مدى الأيام الستة الماضية بين القوات الحكومية التي تساندها قوات حفظ السلام الأفريقية وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين. وقد أسفرت الاشتباكات عن عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، كما حاصرت في البيوت الكثير من العائلات التي عانت من قلة الغذاء والماء جراء إغلاق المحال التجارية والأسواق. وقال محمود إسماعيل –وهو أحد النازحين من حي هودن- للجزيرة نت (لم تكن القذائف المدفعية وحدها هي التي تخيفنا، كدنا أن نموت جوعا وعطشا لو لم تهدأ الاشتباكات، كل المحال كانت مغلقة في الأيام الماضية، ولم نجد مكانا نشتري منه حاجياتنا من الطعام). ومن جانبها تقول مريم عبدي التي كانت تنتظر سيارة تنقلها وأولادها إلى ضواحي مقديشو، (بقينا في منازلنا في حي هولوداج ستة أيام، وكانت القذائف تستهدف منطقتنا بكثرة، بعضها سقطت على منزل جيراننا وقتلت ثلاثة وجرحت اثنين، وعندما علمنا صباح اليوم أن المنطقة هادئة قررنا النزوح).