أهابت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بشعوب الأمة الإسلامية وحكوماتها، للإسراع في نجدة شعب باكستان الذي نزلت به أضرار كبيرة بسبب كوارث السيول والفيضانات التي اجتاحتها مؤخرا ، وأشادت بالمبادرة العاجلة للمملكة العربية السعودية التي سارعت في تقديم العون العاجل لباكستان، وما زالت تواصل إرسال الطائرات المحملة بالمعونات لنجدة المتضررين وتخفيف معاناة المصابين ومساعدتهم على تجاوز المحنة التي ألمت بهم. جاء ذلك في نداء عاجل، أصدره معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس مجلس الإدارة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، في المملكة العربية السعودية، دعا فيه إلى تضافر الجهود البشرية لمساعدة باكستان ونجدة شعبها من كارثة السيول والفيضانات التي نجمت عنها خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات وتشريد الملايين من السكان. وحث معاليه في النداء المسلمين ومؤسسات العمل الخيري الإسلامية لنجدة المنكوبين ، وأكد أن الواجب على المسلم نجدة أخيه المسلم، وتقديم العون له، ومساعدته في النائبات والكوارث، وهو ما وجه إليه الإسلام، مذكّراً معاليه بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وقوله عليه الصلاة والسلام (وفي كل ذات كبد رطبة أجر). وأوضح معاليه أن رابطة العالم الإسلامي تابعت ما نجم عن الكارثة، وأن أهالي المناطق المنكوبة في باكستان بحاجة ماسة إلى العون والمساعدة، وأن أمة الإسلام أمة خير تتعاون شعوبها في الخيرات والمبرات، وتحقيق البر بين الناس استجابة لقوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ). وقال معاليه إن رابطة العالم الإسلامي بادرت بتقديم العون والمساعدة للمنكوبين في باكستان وذلك من خلال هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، الذراع الإغاثي للرابطة، معرباً عن الأمل في أن تتعاون مؤسسات الإغاثة الإسلامية والعالمية في نجدة شعب باكستان، ولاسيما وأن الحكومة الباكستانية أعلنت أن علاج الأضرار التي نتجت عن كوارث السيول والفيضانات يفوق قدرات باكستان. ووجه الدكتور التركي الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على دعم الرابطة وهيئة الإغاثة، وتسهيل مهامها في مجالات العون الخيري الذي تقدمانه للشعوب الإسلامية المنكوبة. من جهة أخرى هنأت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، المسلمين في العالم ، بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، داعية إلى الاستفادة من دروس الصيام وعبره وفوائده، والتأسي برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الشهر العظيم، والتمسك بنهجه القويم، كما دعتهم فيه إلى الاعتصام بحبل الله المتين والاحتكام إلى شريعته، وبيان محاسنها للناس ، والدفاع عن مبادئ الإسلام ، الذي بعث به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. جاء ذلك في نداء وجهه للأمة معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية جاء فيه: فقد أظل الأمة الإسلامية شهر عظيم مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، و قيام ليله تطوعاً. تستقبله أفئدة المؤمنين الصادقين بالبشرى والأمل، والعزم على أداء فريضة الله فيه على الكمال والتمام، مع اغتنام فضائله بالمسارعة إلى البر والتقوى، والكف عما يسخط الله تعالى. ومن حق الله على الأمة الإسلامية ، أن تذكر نعمة الله العظمى عليها في رمضان، إذ أنزل فيه كتابه الكريم ليكون آية للناس، وهدى ونوراً، وصراطاً مستقيماً إلى يوم الدين.فكل خير ورشد اهتدت إليه هذه الأمة، وكل شر وغي نأت عنه، فبفضل الهداية الإلهية لها: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ). ومن شكر هذه النعمة العظيمة، العمل الجاد على تحقيق مقاصد الصيام ، الذي افترضه الله على المسلمين في هذا الشهر المبارك، وترويض النفوس على تقوى الله ، ونشر مشاعر الأخوة ورابطة الانتماء للدين الذي ارتضاه الله لعباده، بين مختلف أبناء الأمة، وتقوية التعاطف والتآلف والتعاون بينهم.والعمل الجاد للعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتحكيمهما في مختلف القضايا. ولئن كان رمضان فرصةً لتزكية النفس والإقبال بها على الله تعالى، بأنواع العبادات، والعطف على المسكين واليتيم والأرملة وذي الحاجة، تأسياً بنبي الأمة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حيث كان أجود ما يكون بالخير في هذا الشهر الكريم، وأجود من الريح المرسلة، فإنه مناسبة لذِكر أيام الله فيه على الأمة، وما كان فيها من العزة والنصر، كيوم بدر وفتح مكة، وفرصة لاستدراك الأخطاء ومعالجة الانحرافات، التي جرّت إلى كثير من الحوادث المؤلمة المسيئة إلى الأمة وسمعتها ومكانتها، وكذلك الانتباه إلى أهمية المحافظة على الدين ، والقيام على تعليمه تعليماً صحيحاً وفق نهج سلف الأمة الصالح ، سليماً من كل شائبة تفتح أبواب الشذوذ، أو تكون ثغرة للطعن فيه من أعدائه الذين يستغلون أخطاء بعض المسلمين، بالإضافة إلى بذل الجهود في تعريف غير المسلمين بمحاسن الإسلام ، وحاجة البشرية إلى مبادئه في العدل والسلام والتعاون بين الناس ، وتعريفهم برسول الرحمة ، محمد صلوات الله وسلامه عليه، الذي بعث رحمة للناس جميعاً :(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ). وبهذه المناسبة العظيمة ، يطيب لرابطة العالم الإسلامي أن ترفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ولسمو ولي عهده الأمين ، الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ، ولسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ، الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ، ولقادة المسلمين وعلمائهم وعامتهم، مع دعاء المولى أن يعين الجميع على صيام أيام رمضان وقيام لياليه ، وأن يبارك فيه للأمة الإسلامية ، وأن يصلح أحوالها ، إنه سميع مجيب.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.