في كل عام وبالتحديد في فترة الصيف وبعد ان ينتهي فلذات الأكباد من اداء اختبارات نهاية العام الدراسي نرى بعض الاسر تحزم حقائبها من أجل قضاء الاجازة خارج الوطن.. ولكن هناك البعض نجدهم يقومون بشراء سيارات أو الاقتراض من البنوك او استخدام بطائق الائتمان من اجل ان يجمعوا تكاليف السفر ثم ينطلقوا الى عدة أماكن من بلاد الله الواسعة تشبهاً لبيت فلان او علان بالرغم من انهم فقراء ومحتاجون ولا يملكون قوت يومهم ولكنه حب التقليد وحب التشبه بمنزل فلان من الناس!!. المهم انني أضع ملاحظاتي لهذا الاسبوع من أجل المصلحة العامة. فالمشاهد أن بعض الازواج يستجيب (لزن) بعض الزوجات اللائي لا هم لهن سوى السفر والترحال وقضاء الاوقات الجميلة بين الطبيعة والاجواء الخلابة بغض النظر عن العواقب الوخيمة التي تبدو واضحة جلية بعد الرجوع الى ارض الوطن وبعد ان تم تنظيف الجيوب والمحافظ والشنط واصبحت (قاعاً صفصفاً). أحبتي: ان المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية جعلت الناس أكثر اعتماداً على القروض البنكية والحصول على بطاقات الائتمان والتقسيط في تأمين احتياجاتهم فأرتفعت نسبة التقسيط خلال السنوات الأخيرة الى مبالغ طائلة جداً واصبحت الاقساط تلتهم أكثر من نصف الراتب وفي المقابل زادت القروض الشخصية والاستهلاكية لتصل الى ارقام مذهلة.. ومن القصص التي سمعنا عنها في مثل هذه الأيام ان بعض الاسر تقوم ببيع أثاث المنزل أو السيارة التي يستعملونها او الدخول في جمعيات من اجل ذلك السفر الذي أصبح هاجس الكل، بل والذي يحز في النفس ان هناك اسرة قامت بحزم حقائبها لقضاء الاجازة في ربوع احدى الدول الاوروبية حيث اخذت معها مبلغاً وقدره خمسون الف ريال بالتمام والكمال وهو (مهر) احدى بناتها بحجة أن الزواج أمامه متسعاً من الوقت حسب رأيهم ولكن بعد ان عادت الأسرة من السفر اصر الزوج على اكمال زفافه وعندها وقعت الأسرة في حرج كبير مما اضطرها الى مد اليد فمن هنا استدانت خمسة آلاف ومن هناك عشرة آلاف وهكذا حتى اكتمل المهر.. واصبحوا في وضع لا يحسدون عليه!!. هذه امثلة حدثت نتيجة السعي خلف المباهاة والمفاخرة ومحاكاة الاسر الاخرى. احبائي حكايات الذين يقترضون لقضاء الاجازات الصيفية سواء كان قرضاً من بنك او صديق او بطاقة ائتمان او بيع اثاث او سيارة.. الخ بحاجة ماسة الى وقفة صادقة مع النفس.. فما الفائدة من اجازة اياماً معدودة ثم يأتي اصحاب الحقوق بعد ذلك يطالبون بحقوقهم فاما الدفع أو المكوث خلف القضبان (ويا فرحة ما تمت) ولذا اود ان اشير الى من يرغب التمتع بالاجازة ان تكون سياحته داخل ربوع الوطن ففي بلادنا اماكن ومناطق خلابة يقضي فيها الانسان اوقاته مع اسرته في أمن وامان وسعادة ورخاء. ان من سافر خارج حدود الوطن يعرف جيداً الفرق بين الاجازة في الداخل والخارج.. وان أهم تلك الفوارق انك تعيش في امن وامان واطمئنان منقطع النظير بدلاً من السفر في دول تعتبر السائح صيدة كبرى لقد سافرنا كثيراً ولم نجد افضل من قضاء الاجازة في (البلد الآمن) بلادنا الحبيبة فخيراتنا منا وفينا.. وأموالنا تذهب لداخل الوطن ليعم الخير للجميع والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل. الظلم ظلمات | ما أعظم الظلم وما أقبح عاقبته في الدنيا والاخرة ولقد وجد في هذا الزمان من يفرح اذا اخذ او ظفر بحق اخيه واعتبر ذلك ذكاءً ودهاءً وقوة فليس المهم ان هذا المال حرام او حلال ولكن المهم عنده انه حصل عليه ومن هنا نرى ان خوف الله لدى الكثير من الناس قد قل مع الأسف الشديد ونسوا وعيد الله ونسوا دعاء المظلومين وتناسوا سهام الليل التي لا تخطيء. هناك الكثير ممن اكلوا حقوق الناس وأموال اليتامى واموال الاخوة والاخوات بغير حق، واصبحوا يسرحون ويمرحون بلا مبالاة، وقد قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) كما أن دعوة المظلوم لا ترد فيرفعها الله فوق الغمام ويقول (لأنصرنك ولو بعد حين). فما أحرانا ان نبتعد عن أكل أموال الناس بالباطل وخاصة الأقربين منا من الاخوة والأخوات.. (اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك واجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا يا أرحم الراحمين). همسة: يقول المثل : (مد رجلك على قدر لحافك).