مع فوز بايرن ميونيخ منطقيا بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) ، انهالت عبارات الإشادة والثناء على المدرب الهولندي المدير الفني للفريق والذي يقترب بالنادي البافاري من ثلاثية تاريخية في الموسم الحالي. وحسم فان جال وبايرن لقب البوندسليجا منطقيا بعد فوز الفريق 3/1 على بوخوم وهزيمة منافسه الوحيد شالكه أمام فيردر بريمن صفر/2 السبت في المرحلة الثالثة والثلاثين قبل الأخيرة من المسابقة هذا الموسم. ويحتاج شالكه إلى معجزة شبه مستحيلة ليحرم بايرن من التتويج رسميا باللقب الثاني والعشرين له في البوندسليجا. ويتصدر بايرن جدول البوندسليجا بفارق ثلاث نقاط أمام شالكه كما يتفوق بفارق كبير من الأهداف يبلغ 17 هدفا. ويستطيع بايرن التتويج رسميا بلقب البوندسليجا من خلال نقطة التعادل في مباراته الباقية بالبوندسليجة التي يحل فيها ضيفا على هرتا برلين في الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين. ويحتاج شالكه لمعجزة حقيقية من أجل انتزاع اللقب حيث يحتاج للفوز في مباراته المقبلة على ماينز يوم السبت المقبل بتسعة أهداف نظيفة على أن يخسر بايرن بتسعة أهداف أيضا أمام هرتا برلين وهو سيناريو يبدو مستحيلا تماما. وبذلك ، يكون بايرن فاز بالفعل بلقب البوندسليجا في أول موسم له تحت قيادة المدرب الهولندي فان جال الذي نجح في تحويل الفريق إلى قوة حقيقية في البوندسليجا بعدما أهدى الفريق اللقب في الموسم الماضي لفريق فولفسبورج. وحرم بايرن بذلك مديره الفني السابق فيليز ماجات من الفوز باللقب للموسم الثاني على التوالي حيث فاز ماجات في الموسم الماضي باللقب مع فولفسبورج ثم انتقل لتدريب شالكه وكان قريبا من الفوز باللقب مع الفريق للمرة الأولى في تاريخ النادي منذ 52 عاما ولكنه فشل في الاستمرار ضمن دائرة المنافسة. ورغم ذلك ، يستطيع شالكه أن يشعر بالسعادة حاليا بعدما نال مركز الوصيف في البوندسليجا للمرة الرابعة في آخر تسع سنوات بخلاف فوزه بالمركزين الثالث والرابع خلال هذه السنوات أيضا. كما تلاشى شعور مشجعي الفريق بخيبة الأمل التي خيمت عليهم بعد احتلال المركز الثامن في نهاية الموسم الماضي حيث نجح ماجات في تحقيق ما هو أفضل من توقعات المشجعين من خلال الفوز بمركز الوصيف والتأهل المباشر لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل. وبالنسبة لبايرن ، أصبح لقب البوندسليجا هو أول ثلاثة ألقاب محتملة للفريق في الموسم الحالي نظرا لتأهله أيضا إلى المباراة النهائية في كل من كأس ألمانيا أمام فيردر بريمن ودوري أبطال أوروبا أمام انتر ميلان الإيطالي. وتبرر هذه الألقاب ، التي يقبل الفريق على التتويج بها رسميا ، فكرة التعاقد مع فان جال /59 عاما/ قبل بداية الموسم الحالي وبعد فشل تجربة الاستعانة بالمدرب الألماني يورجن كلينسمان المدير الفني السابق للمنتخب الألماني والذي أخفق مع بايرن الموسم الماضي في أول تجربة له مع الأندية. وأضاف فان جال بذلك لقب البوندسليجا إلى مجموعة ألقابه التي تضم ثلاثة ألقاب في الدوري الهولندي ولقب وحيد في دوري أبطال أوروبا وذلك مع فريق أياكس بالإضافة للقبين في الدوري الأسباني مع برشلونة ولقب رابع في الدوري الهولندي مع ألكمار في الموسم الماضي. وفي البداية ، بدا أنه من الصعب وجود انسجام وتناغم بين بايرن وفان جال ولكن لاعبي الفريق نجحوا تدريجيا وبشكل بطيء التعرف والانسجام مع أساليب فان جال الخططية لتتحسن نتائج الفريق ويدخل بقوة في المنافسة على مختلف البطولات بعدما كان على وشك الخروج من الدور الأول (دور المجموعات) في دوري أبطال أوروبا. وكان من الممكن أن يرحل فان جال في فترة عطلة الشتاء أو بعدها مباشرة إذا لم يحقق الفريق الفوز الثمين 4/1 على يوفنتوس الفريق في ختام مبارياته بدور المجموعات في دوري الأبطال وهو الفوز الذي صعد بالفريق لدور الستة عشر في البطولة الأوروبية. وقال أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور الرئيس الشرفي لنادي بايرن “هذه المباراة كانت نقطة تحول. كنا نقدم قبلها كرة رديئة. وبعدها جاء النجاح وعادت الثقة وأصبح الفريق فيما هو فيه حاليا”. وقال كارل هاينز رومينيجه رئيس مجلس ادارة النادي إن اجتماعات الجمعية العمومية في أواخر نوفمبر الماضي كانت لحظة حاسمة أيضا. وشهدت هذه الاجتماعات أيضا الوداع الرسمي لبيكنباور من منصب رئيس النادي وتعيين أولي هونيس مكانه. وقال رومينيجه إن مجلس إدارة النادي خشي ثورة غضب المشجعين وانقلابهم على النادي بسبب البداية الهزيلة للفريق هذا الموسم والكبوات العديدة التي تعرض لها في الموسم الماضي ولكن هذه الاجتماعات التي جرت في أمسية دافئة “جمعت بين عائلة بايرن بشكل قوي”. وأضاف “ربما لم تكن مصادفة أننا بدأنا بعدها سلسلة انتصاراتنا بالفوز على هانوفر”. وتعرض فان جال للانتقادات بسبب أسلوبه الديكتاتوري وتغييراته العديدة في الفريق والتي اضطر لها بسبب الإصابات التي تعرض لها اللاعبون البارزون في الفريق ومنهم الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آريين روبن. ووقع فان جال في المشاكل منذ بداية الموسم بعدما استهل مسيرته بالتعادل في مباراتين والهزيمة أمام ماينز. وتراجع ترتيب الفريق إلى المركز السابع في جدول البوندسليجا بفارق ست نقاط عن الصدارة قبل تشرين ثان/نوفمبر الماضي وذلك بعد تعادله 1/1 مع ضيفه باير ليفركوزن متصدر جدول المسابقة وقتها. وقال رومينيجه “أدى عملا جيدا منذ البداية ولكننا لم نحصل على النتائج المنشودة وهذه كانت المشكلة”. ولكن بمجرد احتواء فان جال للاعبيه وتأقلمهم مع أساليبه الخططية التي يشتهر بها ، بدأ تحسن النتائج. ولم يتردد فان جال أو يقلق مع عدم الاستعانة بلاعبين مثل ماريو جوميز الذي تعاقد مع بايرن الصيف الماضي مقابل 30 مليون يورو (نحو 40 مليون دولار) أو زميله في هجوم المنتخب الألماني ميروسلاف كلوزه حيث جلس الاثنان على مقاعد البدلاء في مباريات الفريق. وبدأ فان جال الاعتماد بشكل أساسي على المهاجمين الشاب توماس مولر والكرواتي إيفيكا أوليتش الذي انضم للفريق قادما من هامبورج في صفقة انتقال حر. وسجل مولر جميع الأهداف الثلاثة التي فاز بها بايرن 3/1 على بوخوم كما أنه من اللاعبين الشبان الذين نالوا فرصتهم في صفوف الفريق تحت قيادة فان جال. وقال مارك فان بوميل قائد الفريق بعدما أطاح بايرن بفريق ليون الفرنسي في طريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا “لدينا فكرة وفلسفة ثابتة منذ بداية الموسم.. لم يكن الأمر جيدا في البداية ولكننا كنا دائما على ثقة في فكر وفلسفة الفريق. أصبحنا فريقا جيدا بالفعل ونثق في أنفسنا”. وقال رومينيجه في تعليقه على فان جال “إنه الرجل المناسب في النادي المناسب وفي الوقت المناسب”.