قال تعالى (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) سورة التين الآية4. ارادة المولى جل جلاله خلق الكون وقدره وجعل الانسان خليفته في الأرض ويسر له كلما يعينه ليحيا ويتطور وزوده سبحانه وتعالى بالعقل والفكر ليساعده على البحث والاستنباط والاستنتاج وخلقه المتقن والمتكامل والمشتمل الأحاسيس والمشاعر المهيأة تماماً للتكيف مع الكون الذي وجد نفسه جزءاً منه. عليه بما أوتيه من مفاهيم ذهنية وجسمانية تسخيرها لخدمة ذاته اولا ثم مجتمعه فكان الناتج حضارات متعاقبة وعلوم ومكتشفات وجدت بفضل المولى عز وجل ثم بارادة الانسان. وقد استطاع الانسان التطور والتقدم علميا وحضاريا وبطبيعته وذاته جد واجتهد وتميز عن غيره بحب البحث والمعرفة والوصول للحقائق الكونية يرضي غروره ومداركه ويكون له السبق الأفضل والمكانة الرفيعة والمنزلة المرموقة كباحث أو فيلسوف أو عالم او اي صنعة عرف بها على مر الزمن. وتمكن هذا المخلوق في حقب مختلفة عن أن يوصل بأفكاره من علوم لباقي الأمم التي وجدت حوله غزاها بالعلم والعقل وانار لها الدروب وبدد سوادها (العلم نور والجهل ظلام). ومنذ العصور القديمة ولاثبات ذاته وكينونته ومكانته لقب هذا الانسان نفسه بالاسماء التي لها المكانة الاجتماعية العالمية والتي يحبها هو وكافة البشر من هذه المسميات والتي خلدت في الاذهان (أكاديمي) وتعني المثقف والمتعلم والدارس التي تحصل عليها وتمكن من اجتياز السبل والاختبارات في المدرسة أو الكلية او الاكاديمية التي عرفت منذ القدم وتخرج منها في تلك الفترة. والأكاديمية هي مدرسة فلسفية سميت بهذا الاسم منذ عهد الفيلسوف اليوناني المشهور (أفلاطون) وكانت منذ عام 387 ق . م في ضواحي بساتين اكاديميز بمدينة اثينا اليونانية المشهورة قديما بالعلوم الفلسفية والعديد من الفلاسفة المشهورين حيث كانت هذه المدرسة تدرس الفلسفة والعلوم الرياضية وأطلق عليها أكاديمية ثم واصل تلاميذ الفيلسوف افلاطون الاشراف على هذه المدرسة من بعده واصبح يطلق على المحافل والمجامع العلمية والمعاهد الادبية بالاكاديمية واشتهر من هذه الأكاديميات اكاديمية الفنون الجميلة في باريس وأكاديمية الفنون الجميلة بدمشق وعرف عن الأكاديمية منذ ظهورها انها تعنى وتهتم بمناهج البحث العلمي وقواعده الاساسية وطرقه التي تدل عليه. وفي عالمنا المعاصر كثرت وتعددت هذه الأكاديميات وغدت منتشرة يقبل على الالتحاق بها الراغبون في البحث عن شتى أنواع العلوم والمجالات المتنوعة والمختلفة وايضاً المتخصصة.