(فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).. كل من يعرفوني يعرفونني انني من القليلين الذين لا جوال لديهم مع انني اعترف بأن للجوال مواقف مهمة يعتبر معها الجوال (مهم جداً) ومع ذلك لا أرغب أن يكون في جيبي جوال في يوم وفاة السيد الجليل الحبيب (عبدالقادر بن احمد السقاف) تلقيت على تليفون المنزل ازيد من عشرة اتصالات مضمونها العزاء في السيد عبدالقادر السقاف وان الصلاة عليه في الحرم الحرام بعد صلاة العشاء والدفن بمقابر المعلاة الحجون، صليت المغرب في البيت واتجهت الى المعلاة فرأيت كل الساحات داخل وخارج المقبرة ملأى وصليت العشاء مع المصلين بساحة ثم دخلت المقبرة فشاهدت خلقا لا يعلم عددهم الا الله أقدرهم بحوالي خمسين ألف رجل من مكةالمكرمة ومن المدينةالمنورة ومن الطائف ومن بعض دول الخليج حضروا لوداع السيد عبدالقادر ووصلت الجنازة متأخرة من الحرم وصُلِّي عليه في المعلاة وساروا بها الى المثوى الاخير مهللين ومكبرين، وبعد ان ووري الثرى بقي عدد من الرجال على شفير القبر يقرأون سورة البقرة ويدعون الله ان يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ونحن معهم نقول اللهم انه في رحمتك وانت أكرم الأكرمين وارحم الراحمين واخلف على المسلمين في فقده كان رحمه الله مثال الصبر والجلد ما تعلل بالمرض عن صلة محبيه (وهم كثر، ولم يستسلم للمرض بل كان دائما هاشا باشاً دائم السعي في قضاء حوائج الناس الذين يقصدونه، يسكن واسرته في جدة وزرته فيها عدة مرات وله دار بمكة بالرصيفة ازوره فيها (غالباً عصر الجمعة عندما يأتي الى مكةالمكرمة) وكان اذا جاء الى مكة يأتي الحرم مع عدد من اولاده ومريديه ويصل الحرم غالباً بعد الاذان وقبل الخطبة وكنت والمرحوم الشيخ جمال زبيدي والشيخ محمد حسن بيطار والشيخ حسن مطر الزمزمي يرحمه الله دوما نصلي في الركن من باب الملك عبدالعزيز قبل الدرجة المقابل للكعبة المشرفة وكان السيد عبدالقادر رحمه الله اذا جاء يتقدمه بعض طلبته فأقوم ورفقائي للسلام، فيقول اهلا بمكة وكنت افرح بذلك) ومرة بداره بمكةالمكرمة سمعنا منه قصة عجيبة عاشها هو بالمدينةالمنورة في الفترة التي كان فيها نزيلا كان كعادته يخرج من داره الى الحرم قبيل صلاة الفجر فتح الباب فواجه ثلاث سيدات متحجبات معهن بقشة ملابس قالت احداهن نحن ضيوفك يا سيد خمسة عشر يوماً فرد مرحبا بكن وفتح الباب ونادى زوجته وقال لها هؤلاء ضيوف الحبيب رتبوا هذه الغرفة الصغيرة لهن فردت زوجته مرحبا بالضيوف واراد هو الخروج فقالت له احداهن خدنا معك الى الحرم لصلاة الفجر وللزيارة ومشين وراءه والى جهة مصلى السيدات وبعد الصلاة صلين ركعتين في الروضة الشريفة وزار بهن في المواجهة وعاد بهن الى الدار وقدمت لهن زوجته الافطار وهكذا كان الحال كل يوم وفي اليوم الأخير وبعد صلاة الفجر والزيارة وعودته وهن وراءه الى المنزل قلن له ولزوجته جزاكم الله خيراً وقامت زوجته بتنظيف الغرفة وألقت بالبقشة إلى خارج المنزل وبدا للسيد أن يفتحها واذا فيها صرة فيها خمسين جنيه ذهب ولما أخبر زوجته بذلك قالت له انه رزق ساقه الله الينا فاجابها انه رزق للفقراء في المدينة الذين نعرفهم ووزعه في بيان وابقى حينها واحداً فقالت له زوجته لو زدت حقنا فرد فيها بركة وخرج وزوجته ليوزعوا الجنيهات ثم دخلوا السوق وصرفوا الجنيه واشتروا سمكة كبيرة ووضع الباقي في شنطة يد زوجته ولما فتحت كرش السمكة وجدت رصة جنيهات ففرحت بها (30 جنيه) فقال السيد اننا مؤتمنون عليها ووزعها وابقى جنيهاً واحداً سلمه زوجته ووصلت بعد مدة رسالة من أمير البحرين يشكره وأهله على حسن ضيافتهم لزوجته ورفيقاتها وهكذا كانوا.