يواجه المرشح الخاسر بالانتخابات الرئاسية بسريلانكا وقائد الجيش السابق سارات فونسيكا محاكمة عسكرية بتهم التآمر على الحكومة، وارتكاب مخالفات عسكرية وجرائم حرب. وقال مسؤول عسكري -فضل عدم الإفصاح عن هويته- إن فونسيكا سيمثل أمام محكمة عسكرية رغم أنه لم يعد على رأس عمله، مشيرا إلى أن القانون العسكري يطبق لمدة ستة أشهر من تاريخ تقاعد أي ضابط. وأفاد المدير العام للمركز الإعلامي التابع للأمن القومي لاكشمان هولغالا أن المرشح الخاسر يواجه اتهامات بالتآمر ضد الحكومة، وإحداث انقسامات بصفوف الجيش إبان قيادته له. وأوردت وزارة الدفاع في بيان مقتضب أن الشرطة العسكرية اعتقلت فونسيكا لضلوعه ببعض التصرفات الاحتيالية وغيرها من الجرائم العسكرية. وكانت السلطات اعتقلت المرشح الرئاسي الخاسر مساء أمس بعد تفتيش منزله واقتحام مكتبه، واحتجزت أيضا مدير حملته الانتخابية. ويأتي الاعتقال، بعد ساعات من تعهد فونسيكا أثناء تصريحات صحفية بمواجهة أي تحقيق دولي في جرائم حرب مزعومة خلال المراحل النهائية للصراع مع متمردي نمور التاميل العام الماضي. وإثر إذاعة نبأ اعتقاله، توجه سياسيون معارضون إلى مكتبه تضامنا معه، بينما احتجت أحزاب المعارضة الثلاثة التي دعمته بالانتخابات الرئاسية في يناير الماضي. وفي تعليقه على طريقة اعتقال فونسيكا، قال زعيم المؤتمر الإسلامي في البلاد رؤوف حكيم إنه سحب بطريقة مهينة جدا. واستقال فونسيكا (59 عاما) من الجيش في نوفمبر الماضي إثر خلافات مع الرئيس ماهيندا راجاباكسي الذي يتولى قيادة القوات المسلحة، ليدخل المعترك السياسي بترشحه للرئاسة. غير أنه خسر أمام راجاباكسي بحصوله على 40.1% مقابل 57.9% من الأصوات، ومنذ ذلك الحين يطلق اتهاماته بالتزوير، ويتعهد بالطعن في النتائج أمام المحكمة العليا، ويزعم أن اعتقال أكثر من خمسين شخصا من مكتبه جاء لمنع الأدلة التي يجري جمعها لدعم ادعائه بالتزوير. وكان فونسيكا وراجاباكسي حليفين وثيقين بآخر جولات الحرب على المتمردين التاميل، وهي جولة توجت بالنصر في مايو الماضي، لكنهما سرعان ما أصبحا خصمين عندما ترشح كلاهما لانتخابات الرئاسة.