أطلقت مجموعة من شركات وتجار السعودية مشروع (مواساة- مرحلة مابعد الصدمة) لمواساة وتأهيل متضرري السيول التي أصابت محافظة جدة , وتحت مظلة جمعية (اكتفاء) وهي جمعية خيرية تجري أبحاثاً ميدانية في الأحياء الفقيرة ومرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية في المملكة العربية السعودية. و(مواساة) هو مشروع مكمل للمرحلة الإغاثية والتي ساهم فيها المجتمع المدني أفرادا وشركات بشكل لم يسبق له مثيل، ويعتمد على تطبيق أحدث البرامج لحصر المتضررين وتأهيلهم للعودة إلى حياة أفضل بصورة مستدامة ، بحيث يغطي المشروع عدد 1000عائلة الأكثر تضررا في أحياء (القويزة وأم السلم) وإعداد قائمة بيانات فائقة الدقة ،بحيث يتم التعرف على احتياجات الأسر ومن ثم تقديم المساعدات والخدمات بصورة دقيقة ،عن طريق بطاقة إلكترونية ممغنطة تضمن تلقي المتضررين لاحتياجاتهم بصورة عادلة ومنتظمة . وتم إطلاق المشروع خلال مؤتمر صحفي عقد في جامعة عفت بحضور شرف الدباغ مؤسس ومدير المشروع، وزيد فهد السليمان رئيس مجلس إدارة المشروع ،و الجوهرة العنقري رئيسة مجلس إدارة جمعية (اكتفاء)،والدكتورة خلود أشقر مديرة الأنشطة الطلابية في جامعة عفت. وينقسم مشروع (مواساة) الى قسمين، الأول عيني ويتضمن تقديم مواد إستهلاكية لفترة محددة، وخدماتي حيث سيقوم المشروع بتكوين الملفات عن الوضع الحقيقي المعيشي للأسر المستهدفة (طبي ،نفسي، معاشي، تأهيل مساكن ..).، ثم ترسل قائمة الاحتياجات بعد تحليلها إلى مؤسسات القطاع الخاص والعام لتقديم المساندة كلا حسب تخصصه. والقسم الثاني هو برنامج متميز بإسم (بناء القدرة)، يستهدف البرنامج بناء قدرات 1000 أسرة (الأكثر تضرراً) بهدف تحويل هذه الأسر من أسر معتمدة على المعونات إلى أسر منتجة ومكتفية ذاتيا (بمعدل 2-5 أفراد لكل أسرة). حيث سيتم الاستعانة بفريق من الاستشاريين العالميين ومجموعة من الشباب المحليين المتطوعين المدربين جيداً من أجل تشكيل ورش عمل فورية في المنطقة المستهدفة مهمتها تأهيل المتضررين ونقلهم كأسر من حالة الاحتياج إلى حالة الإنتاج. ويمتد مشروع (مواساة) بمرحلته الأولى (المساعدات العينية والخدمات) إلى 26 يناير 2010 م، ومرحلته الثانية وهو برنامج (بناء القدرة) لمدة عام كامل، وسيستفيد المشروع من خبرة الشركاء الإستراتيجيين وأهمهم شركة (سي دي آي) العالمية والتي تقوم بتأهيل الأسر الفقيرة وتفعيل دورهم في بناء قدرات مجتمعهم المحلي لتبني مشاريع عملية تستجيب لاحتياجات تلك المجتمعات، وتعمل على دمج تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى الحياة اليومية بهدف تحقيق تغيير إيجابي وسريع في هذه المجتمعات، كما ستساهم شركة (آرامكس) بخبراتها في الإدارة اللوجستية أثناء الكوارث مثل كارثة تسونامي وحرب غزة. شرف الدباغ أكد إن مشروع (مواساة) يهدف لتسليط الضوء على نوعية وأهمية مشاركة القطاع الخاص في المسؤولية الإجتماعية كما وكيفا أثناء الكوارث، حيث أن الحكومات ليست الجهة الوحيدة المسؤولة التي تلقى عليها المسؤولية أثناء الكوارث. كما أشار إلى أن جهود مابعد الصدمة أكبر حجماً وتحتاج إلى وقت وجهود أكثر دقة، وفاعلية لمساندة تلك العوائل في وضعها الحالي وتأهيلها للعودة إلى حياة طبيعية وإنسانية أفضل. وأكد الدباغ أن الإستعانة بالتقنية والنظم الحديثة والمجربة دوليا سواء في إدارة العمليات الإغاثية، أوالبرامج التأهيلية لما بعد الصدمة هام جدا، والأهم هو تسخير تلك التقنية والبرامج محليا في إطار منظومة إدارية سلسة تتيح المجال لتقنين،إحصاء، ،تفنيد، وتنسيق كل العمليات بشكل أكثر فاعلية. وأضاف ان (مواساة) ليست حملة إغاثية بل مشروعاً تأهيلياً ، يعمل بإطار محدد، عالي الدقة، بأهداف واضحة، يهدف إلى المساندة الآنية، كما يهدف إلى الارتفاع بمستوى الدخل للأسرة وتخفيض معدل البطالة، والنمو بالحي المستهدف بصورة مستدامة. الاستاذ زيد فهد السليمان رئيس مجلس إدارة المشروع رأى إن الهدف من المشروع هو تلمس احتياجات المتضررين ، ثم إعداد قائمة بيانات بالأسر المتضررة وتحويلها فيما بعد إلى أسر منتجة. د. خلود أشقر مديرة الأنشطة الطلابية في جامعة عفت وضعت إمكانيات الجامعة في تصرف المشروع ، وقالت ان عدة طالبات سيشاركن في مشروع مواساة ، كاشفة عن تأسيس لجنة هدفها القيام بالنشاط الاجتماعي والتطوعي والدعم اللوجيستي على أن تسجل نقاط للطالبات المشاركات من أجل احتسابها فيما بعد في علاماتهن. وتحدث ممثل فريق المتطوعين معتز الجحدلي عن الجهود التي تبذل على الارض شارحا كيف يقوم المتطوعون بعملهم على فترات متواصلة . وردت الاستاذة الجوهرة العنقري رئيسة جمعية اكتفاء فأشارت إلى ان هؤلاء المتطوعون ليسوا جنودا مجهولين إنما فرسان مدينة جدة متمنية أن يساهم مشروع مواساة في تخفيف معاناة المتضررين .