عبر الاحتفال الحاشد بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والوفد الرسمي المرافق له في مطار دمشق الدولي عن الحفاوة السورية البالغة بخادم الحرمين الشريفين الذي استقبله الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع والحكومة السورية بطاقمها الوزاري. واكدت زيارة خادم الحرمين الشريفين على بداية مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين المملكة وسوريا حيث شهد تاريخ العلاقات بين البلدين مراحل من التفاهم والتعاون العربي بداية بتأسيس الجامعة العربية ومروراً بحرب أكتوبر المجيدة والعمل على انهاء الحرب الأهلية بلبنان بعد اتفاق الطائف ثم المشاركة في حرب تحرير الكويت وما أسفر عنها من تكوين دول اتفاق دمشق. وكعادة خادم الحرمين الشريفين في طرح مبادرات تصالحية بين الاشقاء العرب حيث احتضنت المملكة مبادرات سعودية للمصالحة العراقية ولمت شمل الفلسطينيين في الرحاب الطاهرة بمكة المكرمة لتوقيع اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس ثم بادر خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت بمناشدة الدول العربية الى التضامن ورفع أسباب الفرقة والخلافات تلك المبادرة التي ساقت لانفراج كبير في العلاقات العربية العربية ومكنت من التقاء القادة العرب على كلمة سواء لمعالجة القضايا العربية ومواجهة التحديات التي تجابه الأمة. وبعد افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول أكدت القيادة السورية دعوتها لخادم الحرمين الشريفين تعبيراً عن تبادل الزيارة بين البلدين الشقيقين بوصفهما مركز الثقل في صناعة القرار في المنطقة العربية والاسلامية والاقليمية والدولية، لأن مفتاح الحل لمجمل القضايا يمر بأهم المحطات العربية ومن بينها الرياضودمشق نظراً للتاريخ الحافل والمشرق في احتواء العديد من الازمات الطارئة في المنطقة العربية وخاصة الصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي، ودعم صمود الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه عبر مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت ولذا ليس بمستغرب ان يبحث الزعيمان القضايا المحورية على الساحة العربية والاسلامية والدولية في محاولة جادة ومخلصة لاستدامة سلام آمن في المنطقة.