شهد المسجد النبوي الشريف أمس الجمعة ثاني جمعة في شهر رمضان تدفق جموع المصلين الذين قدموا منذ الصباح الباكرلأداء صلاة الجمعة والتشرف بالسلام على الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث امتلأ المسجد واروقته وساحاته وسطح المسجد بالمصلين في جو مفعم بالطمأنينة والأمن والأمان وتوافر جميع الخدمات لراحة المصلين ، وتتأهب مختلف القطاعات الحكومية بمنطقة المدينةالمنورة وبمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة لاستقبال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك وسط أجواء روحانية مفعمة بالأمن والأمان . وقد أنهت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف استعداداتها لاستقبال مئات الآلاف من الزوار والمعتمرين والمصلين خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك وبخاصة العشر الأواخر من هذا الشهر الذي يشهد صلاة القيام تحوطهم عناية الله وتظللهم رحمته ويحفهم تسامحه وغفرانه وتغشاهم السكينة والوقار أولئك المحبون الذين لم يصدهم عن الأجواء الإيمانية و النفحات الربانية وباء الإنفلونزا الذي اجتاح العالم بأسره و قد بذلت الوكالة جهوداً مضاعفة لتهيئة جميع أجزاء المسجد النبوي للمصلين من ساحات مظللة وميادين وأسطح وممرات وقامت بأعمال النظافة والصيانة و الفرش والتأكد من التكييف الذي حول أجواء المسجد النبوي إلى نسيم بارد وهواء عليل رغم حرارة الأجواء. كما وضعت الجهات الحكومية و الخاصة المنوط بها استقبال الوافدين لطيبة الطيبة من داخل المملكة وخارجها كل إمكاناتها لخدمتهم. وعلى صعيد الاستعدادات الصحية المكثفة لمواجهة إنفلونزا الخنازير جندت الشؤون الصحية كل طواقمها وطاقاتها لإستقبال أي حالة طارئة بتهيئة المراكز الصحية الثلاث المحيطة بالمسجد النبوي الشريف وهي مراكز(باب جبريل والحرم وباب المجيدي ) ووفرت جميع المستلزمات الطبية لهم بالإضافة إلى دعمها بالكوادر الطبية والفنية اللازمة وكذلك تدعيم مستشفى الأنصار المجاور للمسجد النبوي وتوفير كل الإمكانات الطبية اللازمة وجعله في أهبة الاستعداد لتقديم الخدمات العلاجية للمرضى والمنومين . وأكدت خطة الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة المعدة لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير خلال شهر رمضان المبارك تنبثق من خطة وزارة الصحة والتي ظلت ومنذ ظهور المرض عالمياً بتطبيق عدد من الإجراءات الوقائية والعلاجية على القادمين إلى المملكة عبر جميع المنافذ البرية والجوية من خلال تمركز الفرق الطبية بمنافذ الدخول للقادمين عبر الجو والبر حيث وفرت الوزارة جهاز الاستشعار الحراري والفرق الطبية المؤهلة والمكونة من طبيب ومراقب صحي وممرضة وتقوم هذه الفرق بملاحظة القادمين وفي حالة الاشتباه يتم أخذ عينات وكذلك يتم عزل الحالة في غرف العزل بالمستشفيات إلى حين ظهور النتائج . وأبانت الخطة إذا كانت الحالة إيجابية فإنه يتم صرف العلاج اللازم ويتم متابعة الحالة حتى يكتب لها الشفاء ويتم تبليغ الوزارة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة والمتمثلة في توجيه رسائل توعوية عبر وسائل الإعلام المتنوعة وفي هذا الصدد فقد قامت صحة المدينة ممثلة بإدارة الإعلام والتوعية الصحية بإصدار منشورات وبروشرات ومطويات توعويه عن هذا المرض وتم توزيعها عبر منافذ الدخول وآماكن تواجد الزوار بساحات الحرم النبوي الشريف والفنادق والأسواق اضافة إلى تكليف منسق في كل مستشفى (حكومي - خاص) للتبليغ عن أي حالة اشتباه للفرق الوقائية والتي تقوم على الفور بأخذ العينات وإذا كان المصاب مواطن فيتم أخذ التعهد علية بعدم الاختلاط إلى جانب قيام الفرق الميدانية بزيارات يومياً للمخالطين للمرضى للتأكد من سلامتهم خلال فترة حضانة المرض بالإضافة إلى وجود لجنة مكافحة الأوبئة مشكلة من المستشفيات الحكومية والقطاعات الصحية الأخرى مثل مركز صحي قوى الأمن ومركز صحي الحرس الوطني والمستشفيات الخاصة حيث تقوم هذه اللجنة بعقد اجتماعات دورية لدراسة المعوقات والعمل على وضع الحلول الفورية لها بالإضافة إلى قيامها بإبلاغ المواقع الصحية بأي معلومات جديدة تصدر بهذا الخصوص . وفي ذات السياق أقر المجلس البلدي لمنطقة المدينةالمنورة زيادة أمانة منطقة المدينةالمنورة للإجراءات النوعية والفنية والاحتياطات المناطة كخطة إجرائية قابلة للتطبيق و كذلك خطة للطوارئ بهذا الشأن في ظل انتشار إنفلونزا الخنازير وشدد المجلس في جلسته الأسبوع المنصرم على أهمية رفع الحاويات بالمنطقة المركزية ومناطق كثافة الزائرين ومراقبة الأسواق بشكل أكثر فاعلية وخاصة مواقع بيع المواد الغذائية و المراقبة والمتابعة المتواصلة للمباسط الخاصة بالأكلات الشعبية والتي تكثر خلال شهر رمضان المبارك وتحديد المواقع والضوابط النظامية والصحية وأهمية التزام منسوبي الأمانة بالزي الخاص بالعمل وإبراز بطاقة العمل وأكد المجلس على أهمية الاستفادة من طلاب المعاهد الصحية والكليات الصحية بجامعة طيبة في الخطط المستقبلية لإيمان المجلس بأهمية الدور الذي تلعبه فئة الشباب من طلاب الجامعات والمعاهد المتخصصة كما أقر المجلس وقف بيع الخضروات والفواكه في الصناديق الخشبية واستخدام الكراتين بدلا منها مع ضرورة تغليفها والتأكيد على استخدام المطهرات في الأسواق والساحات والسلالم وممرات المشاة والأنفاق. من جهته أوضح الدكتور محمد سعيد المغامسي كطبيب متخصص الدور الممكن القيام به في مجال الوقاية من أنفلونزا الخنازير وأهمية التنسيق بين إدارة الشؤون الصحة بالمنطقة و الأمانة لحماية العاملين من منسوبي الأمانة باستخدام الأدوات الوقائية . كما أقر المجلس في ذات الجلسة التي سبقت إطلالة الشهر الكريم العمل على إيجاد حلول سريعة ومؤقتة لمواقف السيارات حول المنطقة المركزية خلال شهر رمضان المبارك على ضوء توجيه سمو أمير المنطقة بتشكيل لجنة تنظيمية مؤقتة برئاسة الأمانة وعضوية كل من المجلس البلدي والشرطة وهيئة تطوير مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة ومرور المنطقة لوضع الحلول والمقترحات الفعالة التي تكفل الراحة اللازمة للزوار والمقيمين والمواطنين خلال شهر رمضان والعمل على تفعيلها قبل حلول شهر رمضان المبارك . من جهتها حشدت أمانة منطقة المدينةالمنورة كافة طاقاتها البشرية والمادية لتقديم أعلى مستويات الخدمة للزوار و المصلين وأوضح أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالعزيز الحصين أن العمل في مجال النظافة سيكون على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة بنظام الورديات المتداخلة مشيرًا إلى أنه تمت زيادة أعداد العمالة ليصبحوا جاهزين بمعداتهم كما تضمنت الخطة تكثيف الأعمال في مجال صحة البيئة ومراقبة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية ومتابعة تشغيل المرافق البلدية المختلفة . من جهته أكد مدير شرطة منطقة المدينة اللواء عوض بن سعيد السرحاني على جاهزية رجال الأمن العام واستعدادهم لخدمة هذه الجحافل الكبيرة من المواطنين والزائرين الذين تحتشد بهم أروقة المسجد النبوي وساحاته وما يحيط به من شوارع وميادين ودور سكن وابان انه تم وضع خطط مسبقة لانسياب حركة المرور والمشاة والتواجد من قبل أفراد الأمن على مدار أربع و عشرين ساعة وأشار اللواء السرحاني إلى انه استعرض خلال اجتماعه السابق بالقيادات الأمنية الخاصة بمناقشة خطة شهر رمضان المبارك كافة الجوانب الأمنية والمرورية و بنود الخطة التي اعتمادها للموسم مؤكدا بأن الهدف الأول للخطة خدمة زائري مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم والمصلين منوها بالدعم اللامحدود لسمو أمير المنطقة وكذلك دعم ومتابعة معالي مدير الأمن العام متمنيا من الجميع الحرص على تقديم أفضل الخدمات خلال الموسم . وعد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة العقيد منصور بن بطيحان الجهني ومدير الهلال الأحمر ومدير فرع وزارة التجارة والصناعة على جاهزية إداراتهم وفق خطط مسبقة لتقديم أفضل الخدمات ومواجهة أية طوارئ قد تحدث لا سمح الله فتمت زيادة عدد فرق الدفاع المدني ونشرها في مواقع متمركزة وزودت بأحدث وسائل الإنقاذ و الإطفاء كما أن الهلال الأحمر قد نشر حلقة دائرية حول المنطقة المركزية المحيطة بالحرم بسيارات الهلال الأحمر المزودة بأحدث الوسائل وأفراد متخصصين لتقديم العون والمساعدة بعد الله لكل محتاج لها بينما وفر فرع التجارة عدة فرق للتجول ومراقبة الأسعار لملاحظة أية زيادة في الأسعار ومحاسبة المتسبب فيها كما أكمل فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة خطته التوجيهية لشهر رمضان المبارك وأوضح المتحدث الرسمي بندر بن محمد الربيش بأن الخطة تهدف إلى تكثيف العمل الميداني بزيادة الأعضاء العاملين في الفترة المسائية حيث يمتد عمل الدوريات إلى ساعات الصباح خاصة في الأماكن العامة والمجمعات التجارية لتوجيه الناس إلى الخير والأخذ بأيديهم إلى ما فيه صلاحهم بالحكمة والموعظة الحسنة و لتفادي وقوع المنكرات و ضبط السلوك العام وحفظ الجوانب الأخلاقية وقد زودت مراكز الهيئات ببعض المواد الإرشادية والدعوية من الكتب والأشرطة النافعة ليتم توزيعها كما وضع ضمن خطة الفرع برنامجا توجيهيا وإرشاديا لزوار المسجد النبوي الشريف يتم من خلاله تزويد مركز هيئة البقيع والميقات والشهداء بمجموعة من المواد الدعوية المتنوعة من الكتب والأشرطة النافعة بلغات متعددة لتوزيعها على الزوار .