أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق الجديد الذي توصل إليه رئيسا الولاياتالمتحدةوروسيا أول أمس الاثنين للحد من ترسانة بلديهما النووية، في الوقت الذي حذر فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولاياتالمتحدة من أنها تعرض مثل ذلك الاتفاق للخطر إذا قررت مواصلة بناء الدرع الصاروخي. وجاءت تصريحات الأمين العام أثناء وجوده في زيارة لإيرلندا أمس الثلاثاء، حيث قال في بيان أصدره مكتبه (إن هذه الاتفاقية تتماشى مع التزامات نزع التسلح من جانب اثنتين من كبرى الدول التي تملك أسلحة نووية بموجب المادة السادسة من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية). وعبر عن اعتقاده أن (هذا الاتفاق سيمثل إسهاما مهما في عملية نزع السلاح النووي وحظر انتشار الأسلحة النووية خلال الفترة السابقة لمؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المقرر في عام 2010 ، وستسهم في النهاية في تحقيق هدف الوصول إلى عالم خال من الأسلحة النووية). وكان الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف وقعا أمس الأول الاثنين مذكرة تفاهم مشترك بشأن اتفاقية تحل محل معاهدة (ستارت) للحد من الأسلحة الإستراتيجية التي وقعها الجانبان عام 1991 وتنتهي في الخامس من ديسمبر المقبل، وتعهدا بخفض عدد رؤوسهما النووية إلى نحو الثلث. وبحسب مذكرة التفاهم الجديدة فإن البلدين تعهدا بخفض عدد رؤوسهما النووية إلى ما بين 1500 و1675 رأسا في غضون سبع سنوات، وبخفض وسائط إطلاق الصواريخ الإستراتيجية إلى ما بين 500 و1100 وحدة. ويصل عدد الرؤوس النووية التي توصل الرئيسان إلى خفضها إلى ما دون المستويات التي أقرتها اتفاقية معاهدة خفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية (سورت) عام 2002، والتي دعت البلدين إلى خفض ترسانتهما من الرؤوس النووية إلى ما بين 1700 و2200 رأساً بحلول عام 2012. من ناحية أخرى وبعد مضي أقل من يوم على توقيع مذكرة التفاهم حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الولاياتالمتحدة من أنها تعرض التوصل إلى معاهدة جديدة لخفض الأسلحة النووية للخطر إذا واصلت المضي في إتمام درعها الصاروخي. ويرى لافروف أن روسيا لن توافق على خفض أسلحتها النووية إذا ما فشلت الولاياتالمتحدة في تهدئة المخاوف الروسية بشأن خططها للدفاع الصاروخي. وقال (إذا قرر شركاؤنا (الأميركيون) بناء منظومة درع صاروخي ذات امتداد عالمي، فإن هذا بدون شك سيضع علامة تساؤل كبيرة حول أهداف مزيد من التخفيض في الأسلحة الدفاعية الإستراتيجية). كما صرح لافروف بأن الاتفاقية الأميركية الروسية الجديدة تسمح للولايات المتحدة بنقل جنود أميركيين وعتاد إلى أفغانستان عبر أجواء روسيا فقط وليس عبر أراضيها، وبأنها تعطي روسيا حق تفتيش الشحنات التي يتم نقلها، بينما ذكر مسؤول أميركي كبير أن الاتفاقية تتيح النقل البري إلا أن الولاياتالمتحدة لا تريد ذلك.