تشكل نابشات القمائم خطراً كبيراً على البيئة ، فضلاً عن المشكلات الاخلاقية اللاتي تفوح منهن روائح قذرة مما يهدد بانتشار الجريمة. وتتبارى الفتيات من ذوات البشرة السمراء في التسابق بالفوز بالغنيمة من الحديد الخردة الملقى في عدد من الاحوشة ، ويشتكي عدد من السكان من السرقات بواسطة هؤلاء الفتيات. ويقول عبدالله الدواس الذي يعمل في تحميل الركاب لاحظت عدداً من المتخلفين يتجهون للعمل في جمع الحديد الخردة والعلب الفارغة وجميع النفايات من كل أطراف مكةالمكرمة ، حيث تقوم بعض النساء والبنات من ذوات البشرة السوداء بذلك ، ويبدأ عملهن من الصباح الباكر وحتى مغيب الشمس ، ويتجمعن بعد صلاة الفجر مباشرة في شارع الستين وخلف حي الرصيفة بوادي زقلة وخلف مسجد البصنوي ، وباعداد كبيرة ، وتأتي السيارات والشاحنات الصغيرة والمتوسطة لنقلهن وايصالهن إلى المناطق المتفرقة. ومنذ أكثر من عشر سنوات ازدهرت هذه التجارة حتى أصبحت مطمعاً للكثيرين ، وفي السابق كانت الحريم الطاعنات في السن اللائي يحزن عليهن من يراهن يقمن بهذا الدور ، وفي السنوات الاخيرة تطور الوضع وانضمت اليهن بنات شابات في أعمار المراهقة ، وتجدهن يحملن ربطات الحديد والالمنيوم والاخشاب باحجام مختلفة ، وربطها بالحبال والاسلاك ، أما العلب الفارغة فتعبأ في أكياس متساوية في الشكل والحمولة ، وكثير من البنات يزعجن اصحاب العقارات والسكان ، لانهن يدخلن في البيوت التي أبوابها مفتوحة ويسرقن محتويات المنازل. واذا لم يتدارك الأمر سريعاً فسوف يستفحل حتى يصبح وباء يصعب السيطرة عليه ، خاصة وأنهن يجدن بكل سهولة المساعدة من ضعاف النفوس والتجار الذين يملكون احواش ساترة عليها أبواب كبيرة لا تسمح الا بدخول ناس معينين ، ومع زيادة الجشع يقوم التاجر بتأمين معدات ثقيلة لسرعة الانجاز ، وكذلك على جلب أكبر عدد من النساء وإغرائهن بزيادة سعر الكيلو ، ويوجد في الاحواش رجال وعمال من كل الجنسيات وغالبيتهم من ذوي البشرة السوداء ، لاستقبال البضائع وتوزيعها ووزنها ، وتوزيع أوراق صغيرة تحفظ حقوق المبالغ المستحقة لنابشات القمامة ومن ثم شحنها إلى جدة.